Saturday, July 21, 2007

ما شرع الله لبني أدم


الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان لم يتغير فمنذ مئات السنين عندما كان مازال يعيش في الكهوف ويعتمد في طعامه وملبسه علي الحيوانات فيأخذ منها جلودها تارة ولحومها تارة أخري وحتي عصرنا هذا عندما وصل القمر وبدأ يغزو مجموعتنا الشمسية الضئيلة ويفكر في غزو باقي أرجاء الكون ولكنه بقي إنسان يحمل بدائيته في قلبه وعقله كل ما تطور هو مظهره فأستبدل الحمار بالسيارة والسيف بالمسدس والسهام بالصواريخ النووية وبدلا من الكهوف سكن ناطحات السحاب كأنه يحاول أن يهرب من فكره كونه مجرد إنسان!!! فكما كان طرزان يبهرنا بحركاته الرشيقة وقفزه بين الأشجار أصبحنا نري جيمس بودن وهو يقوم بنفس العمل ولكن معتمدا علي أحدث التقنيات والأسلحة الحديثة إنه نفس الإنسان حتي عندما حاولت السينما تجسيد المستقبل في حرب النجوم عرضت لنا الأبطال يتقاتلوا بالسيوف وكأننا نشاهد أحد المعارك في العصور الوسطي ولكنه هو نفس الإنسان أذكر أني قرأت مقال لأحد الأطباء النفسيين فقال أنه لاحظ أن بعض مرضاه مصاب بمرض الهلوسه فكان يهلوس بأي كلام ويقول الطبيب أني لاحظت أنه يحكي قصه ما كأنه يقص قصه معينه فقمت بتدوين أحداثها كما قالها بدون تعديل ثم أكتشفت أنها أحد الأساطير القديمه كيف وصلت لسمع هذا الرجل البسيط ربما أحس بهاأوأستنتجها عقله إنه الإنسان هو نفس الإنسان مهما تغير الزمان والدين يخاطب الإنسان يخاطب روحه وعقله وقلبه ونفسه يشعل وجدانه وينير فؤاده هذا إذا أردنا بالدين روحانياته وفي هذه النقطه لا يختلفمعنا أحد أن الدينكروحانيات صالح لكل زمان ومكان ولكن كان الخلاف الرئيسي حول مدي إمكانيه تطبيق الشرائع التي شرعتها الأديان فبعض هذه الشرائع بدائيه لا يمكنها التعامل مع التغيير الذي أصاب العالم والتطور الهائل الذي يصاحبه فبدأ الإنسان بإستبدال هذه التشريعات بشرائع أخري أعتمد في بناءها علي العقل والعقل وحده حتي ظهرت النظرية المادية التي جعلت الأخلاق قائمه علي مبدأ المصلحة فما يري الناس أنه خير فهو شيء أخلاقي وما يري الناس أنه شر فهو شيء غير أخلاقي ولكن ولأن الإسلام هو دين سماوي وهو الطريق الوحيد الموصل للجنة حاليا فإنه يتسم بالتطور والثبات كيف هذا؟؟ إن التشريعات التي شملتها الشريعة الإسلامية تنقسم لقسمان

الأول هو قسم الفروع
الفروع هي التي تنظم حياة البشر من نكاح وبيوع وحدود وأحكام الحرب وغيرها وقد إختلفت المذاهب فيها فظهر المذهب الحنبلي والمالكي والحنفي والشافعي ونحن نسير علي أقربهما للسنة الشريفة وهناك أسباب كثيره لهذه الإختلافات ويمكننا الأن نصل للحق بطريقة أفضل منهم حيث أنهم ربما كانوا لم يصل لهم حديث يحرم أمر ما فيحللوه أو العكس ولكننا الأن لدينا أحاديث النبي موثقه ومؤرخه بصوره أفضل منها في زمن هؤلاء العلماء

أما القسم الأخر فهو قسم العفو وهو الذي عبر عنه النبي في حديثه الشريف حين قال : "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم في كتابه فهو حرام، وما تركه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا"،ثم تلا قول الله تعالى: ((ومَاكَانَ رَبُّكَ نَسِيا.

وأعتقد أن هذا القسم هو سر خلود الشريعة الإسلامية فهو يعطي مساحه أكبر في الحكم علي الأشياء التي ليس فيها نص ولقد أجتهد العديد من العلماء في هذا المجال ووضعوا قواعد عديده يمكن من خلالها معرفة أي الأمور موافق للشريعة فهناك الإستحسان والقياس علي المنصوص عليه ومراعاه للعرف وأساليب أخري وأعتقد أن أفضل ما قيل في هذه الأحكام فهو قول الإمام الشاطبي " إينما كانت المصلحه فثم شرع الله " وطبعا ينبغي ألا تخالف هذه المصلحه شرع الإسلام فلا تخالف الكليات الخمسه الشهيرة فلا تضر مصالح الشعب فليس الأمر كما يظن البعض أن هذه المساحة هي نقطه ضعف في منهج المسلمين وأنه غير محدد في أمور كثيره ولكن الحق أنه ترك لنا سعه في الأشياء التي تتغير بتغيير الزمان والمكان حتي نحكم نحن عليها بناءا علي معطيات العصر الذي نحن فيه بما لا يخالف أي من تعاليم الإسلام الأخري و بما لا يخالف الكليات أو الضروريات الخمس

Wednesday, July 4, 2007

العلاقة بين الإسلام وكوب الماء



يا هل تري ما هو مدي التشابه بين الماء والإسلام أعتقد أن التشابه كبير فالنبي قال لصحابته ذات يوم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به‏.‏" فالنبي شبه الإسلام بماء المطر فهذا هو الهدي ولو شبهنا العقل بكوب والإسلام بالماء فالإسلام ينساب داخل العقل كالماء وبالطبع الكوب الشفاف فيكون بإمكاننا أن نحكم علي مدي نقاء الماء بمجرد النظر - بناءا علي شفافيته علي الأقل- ولكن لو وجدنا شوائب - والمقصود بهذه الشوائب هو فشل بعض الأنظمة الإسلامية التي ظهرت في السودان مثلا ويقصد بها أي تصرف سيء أو فشل لأي شخص أو دولة حتي تحمل إسم إسلامية- فهناك إحتمالين لا ثالث لهم

1- أن يكون الماء غير نظيف به شوائب

2-أن يكون الكوب غير نظيف

لو قلنا بالإحتمال الأول أن الماء - الإسلام - غير نظيف فهذا ما لا أعتقده انا ويرجحه الملحديين

ولو قلنا بالإحتمال الثاني وهو الأغلب لما سأوضحه من أدلة فيكون الوسط - الكوب -الذي ينزل فيه الإسلام - الماء - هو غير نظيف أساسا وغير معد سواء قصدنا بالوسط المعني الضيق فيكون المراد هو الفرد او المعني الواسع فيكون المجتمع والدولة فكلاهما قد يكون به المشكلة

وكما قال النبي فالإسلام هو كماء المطر وحتي ينبت الزرع يجب أن تكون التربة جيدة ومعده له ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يخلعون علي عتبة الإسلام كل عاداتهم القديمة في الجاهلية فالمسلم يجب أن يطهر نفسه تماما - يغسل الكوب جيدا- حتي يكون أهل لإستقبال الوحي - الماء- فحينها يمكننا أن نحكم علي مدي نقاء الإسلام أو بمعني أصح علي مدي فعاليته كنظام يسير عليه البشر فحتي يمكننا أن نحكم علي الإسلام يجب أن ننظر في أي مجتمع وجد - بتشديد الواو- هذا الإسلام ومع أي عقلية تعامل ومن ثم يمكن أن نحكم علي المنهج وبما أن العقل ليس ككوب الماء فأنا كإنسان أستطيع أن أقرر أي الطريقين سأسير فيه ولكن المشكلة أن الأمر لم يعد طريقين بل أصبح من الممكن أن أفعل المأمور شرعا وهو من أحكام الإسلام ولكن ليس من أجل الهدف الشرعي المطلوب وهو إرضاء الله ولكن من أجل سبب أخر مثل الشهرة مثلا وأضرب علي هذا مثاليين 1- في مصر مثلا حيث تحول الحجاب من عبادة لعادة فالمرأة تغطي شعرها وتتحجب ولكنها لا تصلي فقد تكون تحجبت حتي تداري شعرها سلك ألمونيوم بقه
2- وقد أصلي مثلا ولكن حتي يقول الناس هذا مصلي

ولكن في كلا الحالتيين السابقتين اللاتي ذكرتهم يمكننا لو تأملنا حالهم ببعض الدقة أن نفهم ما هي الدوافع الحقيقة من وراءهم وهل هذا هو الإسلام أم لا فمثلا المرأة التي تتحجب هذه فزيها كله مخالف للإسلام فهي لم تتحجب من أجل طاعة الله وصديقنا المصلي هذا يصلي في أوقات معينة في المسجد عندما يكون هناك أشخاص كثيرون في أوقات الذروه مثلا ولكنه لا يصلي الفجر فأغلب الناس تكون نائمه فلا حاجة لذلك فالطريقة التي يمكن أن نكشف بها ذلك هي سهلة جدا وبسيطة وهي أننا نجد شخص ما- أو دولة ما حتي - يفعل الأمر الشرعي ولكنه يخالف أحكام الدين الإسلامي بصورة أو بأخري فمثلا بن لادن قال أنه سيجاهد ولكنه خالف أحكام الجهاد فقتل الأطفال والنساء من المدنيين وحارب دولة ليس بيننا وبينها حرب معلنة علي أقل تقدير هذا إن إعتبرنا ما فعله حرب أصلا ولو طبقنا هذه القاعدة علي أي نظام إسلامي فاشل أو شخص مسلم فاشل فسنراها منطبقة تماما...كيف هذا؟؟ الإسلام يقدم منهج للسلوكيات والمعاملات بناءا علي أحكامه وهو طبعا يراعي الجانب الروحاني للإنسان مثله مثل باقي الأديان وهو يطلب من الإنسان أن يعمل و يكافح من أجل إعمار الأرض فأنت أيها الإنسان مأمور بالعمل ولكن هذا ما تجاهلته تقريبا كل الأنظمة الإسلامية الحديثة فلم تأخذ علي عاتقها الإهتمام بالعلم وتطوير البحث العلمي فهي حتي لم تتأسي بالعلماء المسلمين السابقين الذين كان لهم دور في إثراء الحضارة الإنسانية بعلومهم
وأخلص في النهاية للشيئين أساسيين حتي نحكم علي الإسلام
أولا : أن نتأكد أن هذا النظام هو يوافق أحكام الإسلام في قراراته وأحكامه
ثانيا : الإسلام سبق تطبيقه وكانت النتيجة مبهرة فلو فشل الأن فلهذا تفسيران إما أنه لم يطبق كما يجب أو أنه نظام عفي عليه الزمن وعند هذه النقطة أترككم فسيكون هذا هو موضوعي في المقال القادم