Friday, August 10, 2007

الفن الإسلامي


اليوم سأحدثكم في قضيه جميله رائعه رقيقه تسمو بالمشاعر لأفق رحبه لكي تحلق فيها اليوم سأحدثكم عن الفن عن الجمال عن هذا السحر الذي أسر قلوب وعقول ألاف وملايين من البشر سواء منتجين له أو مستقبلين له وإن كان البعض يري أن من ينتج كمن يستقبل فكلاهما فنان فكماأن هناك إبداع في الإنتاج فهناك إبداع في التذوق للفن كما تعلمت من المدونه العزيزه سمسم

كثيرا ما تثار قضيه تعارض الفن مع الإسلام وأن الدين يحارب الفن والجمال وأن الفن حرام شرعا !!! وحتي نوضح سخافه هذه المقوله وضعفهاأولا يجب ان نعرف معني الفن ما هو الفن فبناءا علي تعريف الموسوعة البريطانية الفن هو " استخدام التصور والمهارة لخلق نتاجات جمالية أو صياغة تجارب شعورية أو تهيئة مناخات تتميز بحس جمالي" وتعرفه موسوعة اينكارتا بانه "نتاج النشاط البشري الابداعي الذي يستخدم الوسائل المادية وغير المادية للتعبير عن الافكار والعواطف والمشاعر الانسانية" إذن الفن هو إستخدام أدوات معينه للتعبير عن المشاعر التي يشعر بها الإنسان هكذا ببساطه وهذا المعني لا يقترب من قريب ولا من بعيد بالمنطقه المحظوره في الشريعه الإسلاميه ومن المستحيلات أن يكون الفن محرم


كل المعاني والأفكار تتوازن بطريقه معينه مع غيرها من الأفكار الأخري وأوضح بمثال ففكره كفكره الحريه لا يمكن أن تكون مطلقه بل تتوازن مع مباديء وأفكار أخري مثل عدم التعرض لحريه الأخرين وإلحاق الضرر بهم سواء بطريقه مباشرة أو غير مباشرة وما دامت الأفكار تتعايش في توازن فالحياة تسير علي ما يرام وعندما يختل هذا التوازن تبدأ المشاكل في الحدوث وهذا التوازن يتجلي في صورته المثاليه في الإسلام فهو يصنع توازن يهدف إلي الحصول علي الأفضل في كل شيء والأفضل من كل فكره وكل الأفكار لها جانبين فاسد وصالح جيد ورديء ربما لا يتضح جانبها السيء أو الرديء إلا إذا زادت عن حدها وخرقت التوازن فكما تسبب قتل الحيوانات المفترسه في أحدي الغابات إلي حدوث إختلال لتوازن البيئه وموت العديد من الحيوانات فقد يسبب الإفراط في الفن أوبمعني أدق إخراجه عن توازنه مع الأفكار والعناصر الأخري إلي حدوث خلل كبير وضخم في الحياة فالفن له تأثير كبير في نفوس البشر وخروجه من توازنه يسبب دمار ما بعده دمار فهو مثله مثل باقي العناصر يجب أن يخضع للتوازن فلا يمكن أن يكون الإبداع فعلا بلا حدود ففي هذه الحاله لربما أصبح الجمال قبحا والروعه بشاعه ولقد عبر القدماء عن هذه القاعده بعبارات جميله وبسيطه فقالوا إذا زاد الشيء عن حده إنقلب إلي ضده إذن هذه هي المسأله من الناحيه النظريه فلا تناقض ولا تعارض بين الإسلام والفن إطلاقا أما من الناحيه العمليه أو التطبيقيه فهذا أمر أخر فالفن والفن بالذات نشأ في ظل ظروف غير إسلاميه بالمره وتطور كذلك بل أصبح الأمر أشبه بأن هنا ثمه تعارض حقيقي بين الإسلام والفن وأصبح الفن يؤدي إلي إضعاف التدين والمثل بالمثل كلما زادت سطوة الدين دمر الفن وأفناه

وهذا ما حدث في وطننا العربي حين بدأت الفنون في البزوغ والإنتشار في العصر الحديث حين وجدت السينما والمسرح وتطور الغناء والنحت والرسم وأصبح للشعر مدارس وطرق مختلفه ولما بدأت الصحوة الإسلاميه قي البزوغ وتزامن هذا مع طفره نسبيه في الفنون في وطننا العربي والتي كانت- أي الفنون - تدعو للمحرمات وتستخدم وسائل محرمه للوصول لغايات محرمه ولما كان لها أكبر أثر علي النفس البشريه فلقد مضي دهر وهي تعتبر - بالتأكيد بعضها وليس كلها - من أكبر أسباب الإنحراف والضلال وهنا يبدو أكبر تحدي للتيار الإسلامي وأخطر معترك علي المسلمين الخوض فيه ألا و هو المعترك الفني بكل مجالاته فالمسلمين عليهم إيجاد تطبيق عملي لنظريه الفن الإسلامي وهذا من أصعب التحديات التي تواجهه الإسلام المعاصر لسبب بسيط انها ستفعل ما لم يفعله أحد من المسلمين من قبل وهذا يعتبر أقوي دليل علي أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان فهو لو إستطاع إستيعاب هذه الفنون لأصبح هذا دليل جلي علي أن الإسلام دين يمكنه التعايش في أي عصر وتحت أي ظروف
ونبدأ أولا يجب تعريف الفن الإسلامي والفن الإسلامي كما عرفه الأستاذ محمد قطب هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زواية التصورالإسلامي لهذا الوجود

أما

الأستاذ محمد شمس الدين صدقي فهويري أن الفن الإسلامي هو
نقل أو إيصال أسمى وأفضل القيم والأفكار والمشاعر إلى اللآخرين بأسلوب جميل مؤثر بحيث يوفر عنصر المتعة إضافة إلى التأثيرفي سلوكهم وإرشادهم إلى الصراط الستقيم


والحقيقه أن المسلمين قطعوا شوط لا بأس به في مجال الفن الإسلامي والحقيقه ان الهدف الأساسي من كتابتي لهذا المقال هو الحديث عن هذه القضيه والتعريف بهولاء النوابغ الذين حملوا الأمانه قدر إستطاعتهم وأعتقد انهم قادرين علي إكمال الطريق وأول مجال خاضه هؤلاء هو مجال الأغنيه أو الأنشوده كما يحبوا أن يسموها ونحن لا نكاد ننظر للدوله سواء كانت شرقيه او غربيه إلا وجدنا بها منشدين ومغنيين يرفعوا رايه الفن الإسلامي فمن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحتي تركيا وماليزيا وأندونسيا وحتي نصل لدول الخليج الكويت نجد مثلا مشاري راشد قاريء القرأن والذي يعد من أفضل الأصوات الموجوده علي الساحه بالإضافه لإهتمامه بالمستوي الفني لأناشيده وسعيه للإرتقاء به في كل ألبوم جديد له وهو مع ذلك من أكثر المنشدين إلتزاما بأحكام الشريعه وفي الأمارات المتحده نجد أبو خاطر صاحب أول أغنيه رومانسيه إسلاميه وهي زوجتي وله عدة أغاني باللغه الإنجليزيه إيضا ومرورا بالسعوديه و مصر ولا ننسي المغرب وسوريا حيث يوجد بهم مجموعه جيده من المنشدين ولكنهم يشكلوا فرق فنادرا ما يوجد منشد منفرد منهموحتي أفريقيا لم تنس نصيبها فبها بعض المنشدين المميزين وتختلف نوعيه الأغاني وطبيعة ألحانها حسب الجمهور الذي تقدم له فنجد مثلا مشاري راشد تتسم أغانيه بطابع خليجي بينما تتسم أغاني المطربيين الأسيويين بلون مختلف تماما حتي أن المطربين الأمريكان بدأوا يغنوا أغاني تحمل رساله الإسلام علي طريقه موسيقي البوب والهيب هوب الأمريكيه ونبغ في هذا المجال منهم كثير ولكن مشكلتهم هي في تقوقعهم فهم مجهولين بالنسبه لمعظم المسلمين خارج محيط المقيميين في الولايات المتحدة الأمريكيه وهذه الفئه بالذات عيبهم أنهم من أكثر المنشدين بعدا عن الإلتزام بتعاليم الشريعه و ربما كان السبب في هذا هو جهلهم إلي حد ما بهذه التعاليم وبقي أن نلقي الضوء حول قضيه الحلال والحرام في الغناء فأقول الأغنيه مكونه من


أولا: كلمات
ثانيا:اداء صوتي لمغني واحد أو عدة مغنيين
ثالثا : ألحان
رابعا : أدوات التوزيع الموسيقي

من هذه العناصر تتألف الأغنية ما الذي حرمه الإسلام منها يا تري ؟؟
فالكلمات ما دامت تحمل رساله ليست محرمه فهي حلال وبناءا علي ذلك هناك جزء كبير جدا من الأغاني الموجودة علي الساحه لا تعتبر محرمه فليس جميعها يدعوا لمحرم
أما عن التوزيع الموسيقي فهنا مربط الفرس فهناك العديد من الأحاديث النبويه التي تحرم الألات الموسيقيه صراحه وهنا إختلف إيضا بعض الفقهاء المسلمين فمنهم من قال أن الموسيقي أداة كأي أداة أخري يمكن أن تستخدم في الحلال كما تستخدم في الحرام ومنهم من قال أنها محرمه لذاتها ومنهم من قال ان الألات الوتريه هي المحرمه أما باقي الألات فلا والحقيقه رأيي الشخصي في هذه القضيه أن هناك تنوع كبير في أنواع الأناشيد التي تقدم فبعضها يتبع الرأي الأول وبعضها الرأي الثاني والباقيه يتبعوا الرأي الأخير وهو الفرق الأسيويه فهم يستخدموا الطبول

وأله الدف فقط والحقيقه هم من أفضل المنشدين المسلمين علي مستوي العالم وأنا من الذين يتبوعوا الرأي الثالث ويمكن لمن يختلف معي أن يسمع النوع الأخر فالتنوع موجود ومن يقتنع برأي ما فليتبع المنشد الذي يعتقد أنه حلال وبقيت قضيه أخري لم تطرح من قبل وهي السينما الإسلاميه ولكن لندعها للمقال القادم