Monday, May 7, 2007

muslims in the black


ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذا المقال الذي أتوقع أنه لن يحوذ علي إعجاب العديد من القراء ولكن في حقيقة الامر مهما كان الإختلاف بيننا يجب أن يتقبل كل منا الأخر ولطالما حلمت بعالم يحب فيه البشر بعضهم علي إختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم وألوانهم وأعراقهم عالم ينتشر فيه الحب والحرية والتسامح ولكن لم يتحقق حلمي ولا أعتقد أنه سيتحقق في القريب العاجل ولكن مع ذلك لازلت أحلم بذلك العالم قد أكون أستمتع بهذا العالم فهذه هي الحقيقة فلو لم يكن العالم هكذا لما كنت أحببته ولما كنا إستطعنا أن نعيش فيه فلابد من وجود خير وشر وصراع فالله يخلق الشيء ويخلق ضده وهذا دليل أخر علي وجود الله فهذا النظام إنما يدل علي وجود مسير للكون ويخطأ البعض حينما يتسائل لماذا الكون به شر فالله يريد لنا الخير فلماذا إذن خلق الشر؟ فالله لم يرد بالدنيا دار سلام وأنما أرداها أن تكون دار عناء وكفاح وشد وجذب بين أضداد ...أراد أن يمتحن كل شي فيسلط عليه ضده .. وأن يبتلى كل شئ بنقيضه وهذا هو ماأراده هيجل حين تحدث عن المنطق الجدالي المثالي وكان في ظن هيجل أن هذا القانون يعمل فقط في عالم الفكر .... ثم جاء ماركس ليقع في ضلال آخر فيتصور أن القانون يعمل في المادة وأنه جدل مادي وأعطاه اسم المنطق المادي الجدلي ثم وقع في خطأ ثاني متصور أن القانون يعمل بذاته وأنه هو الذي خلق من المادة كل صور الحياة من نبات وحيوان وإنسان , ثم وقع في ضلال ثالث فأخذ يلفق من هذه الآراء مذهبا يسخره للأهواء السياسية والإغراض بتحريض الفقراء على الأغنياء والعمال على أصحاب الأعمال فيما يسمى بفلسفة الصراع الطبقي فمن يسأل هذا السؤال عن كيفية وجود الشر في العالم فلسان حاله يقول انه يتخيل الله كأنه ملك من ملوك البشر فهو لا يجب أن يسمح لأي شر بأن يحدث في ملكهولكن الله لو أراد أن لا يقع شر لما وقع لأنه خالق وقادر وليس كملوك الأرض الذين يصيبوا بعض الشيء وبالطبع علي قدر قدراتهم يحققوا إرادتهم ولكن يبقي الشر و يصبح هناك توازن والحقيقة أن الله أعطي لنا الأدوات والوسائل وقال لنا أعملوا الخير أرسل لنا رسل ودلنا علي الخير وقال أعملوا ووضع لنا دلائل تدلنا علي الطريق المستقيم بعضها دلائل مادية وبعضها معنوية ونحن عندما نسير في الطريق الذي أمرنا به الله نجد إشارات عديدة تدل علي إننا نسير في الطريق الصحيح بعضها نشعر به قلوبنا والبعض الأخر يكون في عالمنا في أرض الواقع وهو ما يكون من أفعالنا وأعمالنا والأن ماهو منهج الله هو الإسلام ومن هم الذين يسيرون عليه هم المسلمون ولنبدء من بداية الأمر في عهد المسلمين الأوائل
دائما ما كنت أتسائل لماذا جعل الله نبيه يخرج في قوم مثل هؤلاء فهم كانوا بدو قبائل متفرقة متناحرة لا ينكر أحد أنهم كانت لهم بعض المزايا ولكن كطبيعة وكموارد صفر لا يوجد أي إزدهار في أي جوانب علمية ثم رأينا نفس هؤلاء البشر خلال القرن الاول من الاسلام يبدؤا في ترجمة الكتب اللاتينية ودراستها رأينا إقبال غريب علي العلم والعلوم سواء فلسفة كانت أو فيزياء رياضيات نعم شاهدنا حضارة متكاملة الجوانب الجانب المادي والجانب الروحاني الاخلاقي والحقيقة أنها ما لبثت إلا أن عمت وأنتشرت في العديد من الدول المجاورة ولكن هناك من يقول ان المسلمين كانوا محتلين ولكن في الواقع هم كانوا ينشرون هذا المنهج ويدعوا للبشر حرية الإختيار وأبسط دليل علي ذلك أننا لم نسمع يوم عن ثورة ضد النظام الإسلامي فلم تقم دولة من الدول التي كانت تشمل الإمبراطورية الإسلامية أراضيهم بثورة
أو رغبة في الإستقلال ومرادي هنا ثورة شعبية لطلب الحريةوالحكم الذاتي والعودة إلي دينهم القديم وإلي سيادتهم علي أراضيهم - هذا بفرض أنهم كانوا يريدن هذا أساسا-ولكن ما حدث أن أيام الحضارة الإسلامية ذهبت وجاء عصرنا الحديث وبدأت الدول الإسلامية تتعرض للإحتلال ثم بدأت تحصل علي إستقلالها دولة تلو الأخري ولكن لماذا لم تعود مرة أخري لما كانت عليه من حضارة وقيادة للعالم بل كل ما نشاهده أصبح مخالف لتلك الصورة تماما فالمسلمين أصبحوا متخلفين تمام وأصبحوا يمثلوا أسوء دعاية لمنهجهم- هذا طبعا لا يشملهم جميعا فهناك بعض الدول الإسلامية مثل ماليزيا وتركيا إيضا في المجال السياسي بدأت تخرج من الوضع الحالى الذي نعانيه-الذي من المفروض أنه هو أفضل منهج ولكن ما الذي جعل مسلمون هذا العصر غير مسلموا الأمس الحقيقة أن المسلمين ينقسموا طائفتين مسلمون طبقوا الإسلام علي حياتهم ومسلمون طبقوا حياتهم علي الإسلام يعني هناك مسلم يخلع كل رغباته وأهواءه علي عتبة الإسلام وهناك مسلم أخر يبقي عليها ويدخل الإسلام فيصبح شخص غير متزن تماما هو فعلا مسلم مثله مثل أي مسلم أخر ولكنه لا يمثل الإسلام تماما ولتوضيح الأمر أكثر أضرب مثال بنظارة يرتديها شخص ما فيري العالم كأنه حديقة جميلة ثم يرتديها شخص أخر فيري العالم بنظرة سوداء فالنظارة هي هي ولكن المشكلة في عين الناظر فالمسلمون الأن لهم العديد من المرجعيات غير الإسلام وغير دينهم من تقاليدهم وميولهم التي تشكلت في القرنين الماضيين والتي كان للإحتلال والغزو الثقافي والتأثر بالغرب دور كبير فيها والواقع إننا نحتاج لجيل ليس في رأسه ولا في قلبه إلا الإسلام وأعني بالإسلام ذلك الإسلام الذي وقر في قلوب المسلمين الأوائل فدفعهم لصناعة حضارة كانت من أعظم الحضارات التي عرفها العالم وأكثرها طهر ونقاء ولكن ما هو موجود الأن هو مجرد إختلاط للعديد من المفاهيم في عقل المسلم المعاصر فينتج في النهاية شخص مسلم بالبطاقة الشخصية فقط فقد يكون حتي لا يصلي وقد يكون يصلي ومتدين جدا وملتحي كمان ثم يبدأ في تطبيق تدينه هذا علي حياته العامة وهو إيضا شخص كان له ميول عدوانية قبل أن يلتزم فتبدأ هذه الصفة التي عنده في الظهور ولكن برداء إسلامي مستتره ببعض الأيات والأحاديث ومزودة بسوء العلم بالدين وبفهمه بناءا علي رؤية ضيقة جدا وكما قيل في القاعدة الأصولية أن سوء الإرادة يستلزم سوء الفهم فيصبح مسلم لا يفهم الدين كما هو من المفروض أن يفهم وفي خضم الأحوال الإقتصادية والسياسية الغير مستقرة التي تمر بها أمتنا يصبح من العسير جدا أن نجد شخص يطبق الإسلام كما طبقه المسلمون الأوائل وأذكر كلمة جميلة جدا للمغني يوسف إسلام قال : أنا لو كنت نظرت لأحوال المسلمين قبل أن أسلم لما كنت أسلمت