Saturday, June 9, 2007

لماذا هناك إله؟


عندما يسعي الإنسان ليخترع شيء أو يبتكر شيء فهو حتما له غاية من ذلك وله مراد وهدف فهذا الشيء حتما سيحقق له فائدة جسدية أو نفسية أو فكرية أو روحانية وهنا يجب إيضاح خطأ منطقي بسيط يقع فيه العديد من الملحدين هو تطبيقهم لقوانين المخلوقات علي الخالق وذلك بعد تسليمهم بوجوده كفرض فكما يسأل أحدهم من خلق الخالق؟ فقد يسأل أحدهم وما غاية الخالق من خلق المخلوقات فهو حتما له غاية وهو هنا يخطأ فهو يريد تشبيه الخالق بالمخلوقات فنحن أي البشر مقيدون بحدود الزمان والمكان فهي وكأنها قضبان نتحرك بداخلها لا نستطيع أن نخرج منها أو نتحرك خارجها- والحقيقة أن الله له غاية من خلقنا ولكنها تختلف عن غايات البشر فالبشر يصنعوا الأشياء لتحقق لهم فوائد ولكن لوفرضنا وجود خالق فمن ذا الذي يستطيع أن ينفعه أو يضره ولما كان الله غني عن البشر وعن كل شيء إذن فهو لا يقوم بشيء يحقق له فائدة لأنه لا يحتاج لشيء من مخلوقاته أساسا ولست هنا بصدد الحديث عن لماذا خلق الله البشر ولكن أردت التوضيح - وتطبيق نفس المفاهيم التي تطبق علي البشر علي الخالق فنشبهه بصفات بشرية وكمثال اليهود حين سألوا موسي عليه السلام فقالوا " هل الله ينام " ثم حين قالوا يد الله مغلولةوإيضا قولهم أن الله خلق العالم في ستة أيام ثم إستراح في اليوم السابع ليكون ذلك قمة التشبيه البشري ثم نأتي في العصر الحالي لنشابه فعلهم هذا فنقول من خلق الله مثلا بعد أن نقول ولو علي سبيل الفرض أن الله موجود وخالق


إذن فالله غني عنا فهو خلقنا ليس لنخدمه كما كان هذا الإعتقاد ساري في العديد من الأديان القديمة وكما هو واضح سواء كان القاريء مؤمن بوجود خالق أو لا فنحن نتفق ان الإنسان قد وجد علي الأرض سواء تطور أو تبعثر أو تحور أو تدور أو خلق حتي فهو وجد وهذا الإنسان له عدة ملكات يشملها وجوده الإنساني ويحتضنها بداخله فالإنسان جسد و روح أو بالنسبة للذين لا يؤمنون بوجود روح نقول جسد وعواطف أي الإنسان بإختصار له مطالب جسدية مادية وأخري معنوية ولكل ملكه من هذه الملكات إستخدام وهدف فمثلا جسد الإنسان كل عضو به وجد ليقوم بوظيفة معينة فالفم لتناول الطعام والعين للرؤية والأذن للسمع وهكذا. تخيل لو لم يعد جو الأرض به هواء والبشر تكيفوا مع ذلك الوضع إذن لا يوجد وسط كي ينتقل الصوت خلاله فهم حتما وجدوا طريقة أخري للتحدث غير الكلام ولكن يا هل تري ماذا ستكون فائدة الأذن لو حدث هذا قد يقول شخص أكيد الأذن ستضمر فلم يعد لها إستخدام ولكن هل الإنسان الذي عاش في العصر الذي كان للأذن إستخدام كان إنسان أكثر أم هذا الذي فقد أذنه أكيد الذي فقد أذنه فقد شيئا من إنسانيته وبالتالي المثال الشخص الأول أفضل حال وطبعا هذا كضرب مثال و هذا تقريبا ما حدث في فيلم عالم المياه حيث ذاب القطبين وغرق العالم وأصبح البشر إما يعيشون في مدن علي شكل سفن مستقرة مع بعضها البعض مكونة مدينة أو يعيشون في سفن متنقلين بين أرجاء العالم وفي وسط هذا العالم الغريب تظهر لبعض البشر خياشيم وتتحول قدمه وتلتصق أصابعه فهو في طريقة ليصبح سمكة!!!!!! وتتلقي بطلة الفيلم هيلين ببطل الفيلم كيفين كوستنر والذي لا يوجد له أسم علي حد علمي في الفيلم فهو غامض إلي حد كبير وتعتقد هيلين أنه لا تزال توجد يابسة ولكنها وراء ذلك البحر حيث أن البشر ولدت منهم أجيال أصبحت لا تعلم أصلا بوجود يابسة وتظنها مجرد خرافات وأساطير الأولين ثم يخبرها هو أن اليابسة تحتهم وأنه لا توجد أي يابسة بل غرق العالم أجمع ولكنها ترد عليه فتقول: نحن عندنا أرجل من المفروض ان نسير علي أرض وليس أن نسبح وبهذا الجواب الفطري والمنطق البسيط ردت عليه الغريب أنهم فعلا في نهاية الفيلم وصلوا لتلك الأرض المزعومة وكأن الفيلم يريد أن يوصل لك هذه الفكرة أنه بما أني أمتلك شيء فلا بد أن لهذا الشيء وظيفة تتلائم مع طبيعته فبما أنني أشعر بجوع روحاني لخالق فهو حتما موجود وليست كل محاولات المفكرين والفلاسفة الملحدين علي مر التاريخ بنسب ظهور العقائد علي مر التاريخ إلي الضعف البشري تارة والسحر تارة أخري إلا مجرد عبس والحقيقة أن هذا الضعف أو الحاجة لوجود إله بمعني أصح لهو أكبر دليل علي وجود إله فكما توجد لنا سيقان لنمشي وكما نحتاج للشراب لنشرب وللطعام لنأكل يظل هذا الجوع الروحاني بداخلنا يشتاق لخالقه شيء في أعماقنا يهتف لذاتنا بوجود فراغ في أصل تكويننا الإنساني وقد نستعيض بالعديد من المعوضات ولكنها أبدا لن تكون كافية لتعويض ذلك النقص وإلا كنا كمن يريد أن يستغني عن يديه برموت كنترول يحرك به الأشياء يستخدمه بقدمه مثلا ولكنه مستحيل أن يكون إنسان طبيعي بهذا الفعل حتي لو ساد وإنتشر ولكنه يبقي مخالف للطبيعة الإنسانية علي مر العصور وكذلك هو الإلحاد إيضا مخالف للحاجات الإنسانية أكثر من مخالفته للمنطق والعقل فشوقنا للعدل وللرحمة كان دليلنا للرحمن الرحيم كما أن عطشنا للماء كان دليلناعلي وجود الماء