Monday, October 8, 2007

الإنسان أولا


أين الحقيقة؟ أين اليقين؟ سؤال صعب قد تطلب إجابته أحيانا دهر بأكمله من البحث حقائق بإمكان الإنسان إيجادها بعقله وحقائق أخري لا يمكنه إيجادها أبدا الإنسان مشوار بحثه عن الحقيقة منذ دهر طويل بعد أن جعل الله منا أنبياء وقد تكفلوا بتوصيل حقيقه وجود الإنسان أو بعبارة أكثر وضوحا سبب وجود الإنسان علي الأرض للناس حيث كلفهم المولي سبحانه وتعالي بهذه المسؤليه وأعدهم لها إعداد فطري منذ أن خلقهم وأعدهم وصنعهم خلال رحلة حياتهم حتي وصلوا لمرحله الإكتمال بعد ما أكتسبوه من صفات بالإضافه لفطرتها

وتطورت الحضارة الإنسانيه فيما بعد وعلي الشكل الهرمي كانت رحله الحضارة أستغرق الإنسان الأول فترة طويله جدا في بناء القاعدة ثم التي تليها ثم التي تليها وفي عصر النهضة الحديثة قاربت البشرية علي الوصول لقمة الهرم وكلما أقتربت من قمة الهرم كلما أزدات سرعه البناء وأزداد تسارع عجله الحضارة الإنسانيه ولذلك نهضت البشرية بصورة ضخمه جدا لم يسبق أن حدثت من قبل علي سطح الكرة الأرضية وما ذلك إلا لأن البشر قد أقتربوا من القمة التي يستغرق بناءها وقت أقصر من القاعدة وكلما أقتربنا من القمة كلما أزداد التسارع ولذلك بدأت علامات الساعه عند المسلمين في الظهور والتي تنذر بإقتراب نهاية العالم


وكان لإتخاذ تاريخ البشريه هذا الشكل الهرمي عدة أسباب أهمها هو أن حضارة البشر تعتمد علي أساس معين بدونه لا يمكن أن تتقدم أو تنهض أو تستكمل بناء الهرم هذا الأساس هو الأخلاق فبالأخلاق والقيم يمكن للبشر أن يخرجوا أفضل ما فيهم ويستخدموا قدراتهم التي حباهم الله بها أفضل إستخدام مما يسارع من عجله الحضارة وفي الحقيقه أن الأخلاق هي أحد مظاهر الإهتمام بالإنسان الذي نزل الدين السماوي من أجله ومن أجل أن يحقق رفاهيته في الدنيا ويضمن له كذلك السعادة في الأخرة


تزعم المذاهب الإلحاديه دوما أنها أهتمت بالإنسان بينما الأديان حقرته وأهانته ولكن هل هذا الكلام حقيقي فعلا أحب أن أعترف أن هذه المقوله صحيحه إلي حد ما ولا سيما كلمه أديان فهي صحيحه جدا ولكن هل كل دين هو من الله فعلا هل الذنب يقع في الإساءة التي تعرض لها البعض من جراء حكم بعض الأديان إلي ظلم من الله سبحانه وتعالي عن ذلك أم أن الذنب كل الذنب يقع علي البشر الذين حرفوا وغيروا الدين وجلعوا أنفسهم ألهه وحتي يكون حكمنا هو الصواب يجب أن تكون نظرتنا منطقيه وواقعيه بدون أي تحيز إن إحساس الإنسان أنه موجود علي ظهر الأرض بدون تكليف وبدون مسؤليه محددة أمر مدمر ولأنه مدمر فهو لذيذ ومبهج وإن كانت بهجته ظاهرية وتجرد الإنسان من إنسانيته ولذلك نجد بعض الملحدين يشعروا بسعادة غامرة لدي إلحادهم يشبه إحساس التلميذ الفاشل الذي علم أن أختبارات نهايه العام قد ألغيت فالحياة في نظرهم للإستمتاع بها فقط ولأن الله فطرهم علي حب غيرهم البشر نادوا بحقوق الإنسان وأهتموا بالإنسان بأن جعلوه أولا وسعوا من أجل سعادته وكانت لتلك السعادة الظاهرية مفعولها في إلتباس الرؤيه لدي الغير مؤمنين فهي الهوي الذي حركهم والذي قال عنه القرأن " أفرأيت من أتخذ إلهه هواه" الفرقان. فهم أصبحوا عبيد لأنفسهم بالرغم من أنهم يظنوا انهم لا يعبدوا أحد فهم يعبدوا أنفسهم وكما قرات لأحدهم يقول لا إله إلا الإنسان


أهتمت الأديان بالإنسان أكثر مما أهتم به الإلحاد بمراحل وذلك لأن نظرة الدين للإنسان أكثر عمقا من نظرة الإلحاد له وأخذ كمثال الأخلاق التي تعتبر هي حجر الزاويه في بناء الحضارة هرميه التطور
لدي كل إنسان إستعداد فطري لفعل الخير ولكي يكون إنسان ذو خلق أيا كانت المعايير الخلقيه الموجوده في بيئته *
ما تقوم به الديانات هو أنها توجه هذا الإستعداد وتقومه وتحدد ما هو الشيء الخلقي من الشيء الغير خلقي *
حددت المذاهب الماديه الشيء الخلقي بأنه هو ما تجاوب مع المصلحه وكان محقق لها ورأت أن الشيء الخلقي هو الذي يحقق المصلحه فقط وهكذا جاء التفسير المادي للأخلاق تفسيرا مجحفا للغايه وذلك لأن
الفعل الخلقي يحب أن يكون بلا مقابل مادي ففاعله يفعله بدون إنتظار مقابل مادي أو بدون خوف من عقاب مادي إنما يفعله لأسباب معنويه

الأخلاق في الإسلام للعقل دور كبير في تحديدها بالإضافه للوحي والأخلاق التي جاء الوحي إنما كان الهدف منها هو إصلاح شأن الإنسان وترك للعقل تقرير باقي الأشياء بحسب تغيير الزمان والمكان ولذلك خلق الله لنا العقل أساسا فالأخلاق في الإسلام تستهدف المصلحه دون أن تجعلها الهدف الأساسي المرجو من الفعل الخلقي إنما تكون تستهدف الفعل الخلقي لأجل هدف معنوي وغايه معنويه ألا وهي إرضاء الله
فالإسلام أهتم بالاخلاق لأنه عن طريق تحديد المعايير الخلقيه يمكن تحديد مكان الإنسان من السعادة او الشقاء في هذه الحياة بالإضافه إلي مكانه في الهرم الحضاري فكلما كانت المعايير الخلقيه أكثر مناسبة للإنسان كان للإنسان دور فعال في البناء الحضاري وكلما كان أكثر توفيقا في أداء مهمته الأساسيه ألا وهي إعمار الأرض