Thursday, September 25, 2008

خرافة الإصلاح الديني



الإصلاح لا يصدق إلا علي الشيء المعطوب أو التالف حسب درجة تلفه فإن قلت إني سأصلح حياتي مثلا فهذا يعني إن خطب ما قد أصابها
ولا يعني إنها في حالتها الطبيعية ومن ثم فهي في حاجة لإصلاح وفي ضوء ما أسلفت أقول عندما نقول إصلاح ديني ونريد بالدين الإسلام فنحن أمام تفسيرين لا ثالث لهم لهذه المقولة وقبل أن أذكر التفسيرين يجب أن أوضح ما هما الفريقان الذان سيتبني كل منهم إتجاه دون الأخر وتفسير غير الأخر

يري البعض أن حال المسلمين الأن نتج عن شيخوخة الإسلام كفكر وكنظام للحياة وأنه كان يمثل مجرد تطور في حياة البشرية له ما له وعليه ما عليه وهؤلاء في الغالب يقرون ببشرية الإسلام إي أنه لم يكن ناتج من وحي من السماء وبناءا علي ذلك يكون الإصلاح الديني من وجهه نظرهم بتنحيه الإسلام من شتي مناحي الحياة والإبقاء عليه كعلاقة بين الفرد وكيان هلامي يدعوه إله وهؤلاء في الغالب يكونوا من غير المسلمين ولكن المدهش في الأمر فعلا أن تجد بعض المسلمين ينتمون لنفس الإتجاه ربما يكون ذلك لرؤيتهم المغلوطه للدين فهم يعتبروه مجرد علاقة بين العبد وربه المشكلة الحقيقة هنا أن الدين لو كان مجرد علاقة بين العبد وربه لما كان من وجوده فائدة وطائل فالرسالة السماوية نفسها لو لم يكن الهدف منها هو سعادة بني أدم لم يكن منها جدوي وكيف يمكن أن تسعد البشرية وتوفر لها الرخاء وهي محصورة في مجرد حركات رمزية وشعائر روحية لا علاقة لها بالحياة ولا بمجرياتها أذكر أني قرات تعليقا لأحد الملحدين ردا علي أحد العلمانيين العرب وكان يتفق معي في أن الرسالة السماوية لو يكن لها علاقة بحياة البشر لما كان لها فائدة


كان هذا هو رأي الفريق الأول والذي أعتبره رأي خرافي فأنا أعتبر أن الإسلام منزل من خالق قادر وبناءا علي ذلك لا يجوز أن يكون به عطب أو تلف وإلا نقض ذلك في إحتماليه وجود هذا الإله من الأساس ولربما أعتبر الإله نفسه خرافة ولذلك فانا أري وبما أني مقتنع- ومستعد لمناقشة أي صاحب رأي يخالفني - أن ديني كتشريع وكنظرية ليس به خطأ فأصحاب دعوي الإصلاح الديني بهذا المفهوم إنما يدعون لخرافة ففكرة أن يكون بديني خطأ تعتبر خرافة بالنسبة لي كما تتعتبر فكرة وجود إله بالنسبة لأصحاب هذا الإتجاه خرافة


أما عن الفريق الثاني والذي أتبني رؤيته فهو يعزي أسباب وصول المسلمين لما وصلوا له الأن لأسباب ومؤثرات خارجية لا يسمح السياق الأن بعرضها ولكنها إيا كانت فهي لم تنتج بصورة أوبأخري من أصل التشريع وصلب الإسلام والإصلاح الديني يكون المراد به هنا هو إصلاح الثقافة الدينية نفسها وهذا الإصلاح ينقسم قسمين القسم الأول هو جانب التأصيل وهو يعني إحياء ما أندثر من أصول الإسلام وتغيير الأفكار التي علقت بالدين وليست من أصله في شيء ولربما كان يمثل هذا الإتجاه السلفية علي الأقل في مجال العقيدة الإسلامية نفسها دون الخوض في النموذج السلفي المعاصر الذي ربما يراد به المملكة العربية السعودية أما القسم الثاني وهو ما يجب أن يضاف للثقافة الدينية من أفكار والتي يجب ألا تتعارض مع أصول الدين نفسه وربما مثّل هذا الإتجاه بعض الدعاة أمثال الدكتور طارق سويدان مثلا وهذا القسم يعتمد تفعيله علي مدي مرونة هذا الدين ومدي قابلية أحكامه علي التعامل مع مستجدات العصر ومتطلباته فإذا كان هذا الدين متصفا بهذه الصفات أصبح من السهل دخوله في عملية إصلاحية يعتمد المدي الزمني اللازم لها علي مدي توفر الكوادر التي يمكنها القيام بهذه العملية ومساحة الحرية التي تعطي لهم وعلي مدي تقبل عامة الناس لهذه العملية وفي الحقيقة إن المسمي الذي أذهب إليه وأعتقد أنه يعبر فعلا عن عملية الإصلاح الديني الذي أقصده هو إصلاح الثقافة الدينية وليس الإصلاح الديني ليكون من الواضح أن المراد من هذه الحركة هو مجرد تغيير أفكار وتصور المؤمنيين عن الدين بما يسمح به الشرع ولا يتناقض معه

Friday, November 2, 2007

تعددت الأسباب والكفر واحد



قال تعالي " إنا هديناه النجدين" وقال إيضا " ولقد خلقنا الإنسان إما شاكرا وإما كفورا" الإيمان والكفر الصواب والخطأ الحق والباطل الجنة والنار طريقان وسبيلان مختلفان يسير بعض البشر في أحدهم والأخرين في الأخر وهذه هي قصة الوجود وسر العالم فكل هذا الوجود موجود حتي يختار الإنسان بين هذين الطريقين وهذه هو الإختبار الأعظم الذي خلق الله البشر من أجله حتي يختاروا والله يعلم من سيسير في طريق الخير ومن سيسير في طريق الشر إنما شاء الله أن يوجد هذا العالم حتي لا يكون للناس حجة من بعد ذلك ويكونوا شهداء علي أنفسهم

و في دراستي لمدي عدالة هذا الإختبار سأدرس بالتحديد أسباب الكفر وأختيار الطريق الثاني علي مر تاريخ البشر حيث من خلال دراسه حاله الذين أختاروا الطريق الخاطيء يمكن أن ندرك عدالة ووضوح الإختبار الألهي فحتي نعلم مدي عداله إختبار ما يجب أن ندرس حالة الطلاب الراسبين حتي نعلم إذا كان سبب رسوبهم هذا صعوبة الإختبار أم إهمال منهم ولذلك سأبدء بسرد أسباب الكفر الظاهرية والتي تدل علي السبب الأساسي والوحيد وراء الكفر معتمدا علي قصص الكفار علي مر التاريخ ولكني سأعتمد علي القرأن هنا كمصدر تاريخي حيث أثبت العلم الحديث صدق القرأن في سرده للعديد من القصص التاريخيه مثل قصة قوم نوح وقوم عاد وبناءا علي ذلك أعتقد أنه يمكن إثبات صحة القرأن علي الأقل كمصدر تاريخي بالنسبة للغير مؤمنيين به


بعض البشر لا يهمه كثيرا أن يكون ما يعتقد في صحته صحيحا فعلا وإنما قد تشكل بعض الشهوات لديه حجر الزاوية في كل قراراته وأفعاله وهذا ما يعرف في الإسلام بإتباع الهوي ولقد عبر القران عن ذلك في سورة الفرقان«أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً» وهذه الطائفة هي في الغالب تكون طائفة أهل الكفر وهم من لا يعنيه كثيرا أن يكونوا هم أصحاب الحق أم لا المهم هو مصلحتهم الظاهرة المادية فقط ومن الأمثلة علي أهل هذه الطائفة أذكر أول كفار ذكرهم لنا القرأن وهم قوم نوح ولندرس حالتهم بالتفصيل
أولا : قوم نوح حدث لهم إختلال تعبدي علي مر السنوات وتحولوا لعبادة أسلافهم المؤمنيين بدلا من عبوديتهم للإله الذي كان أسلافهم به مؤمنيين - وبالمناسبة من المعروف أن أول عبادة ظهرت في التاريخ أو أقدم عبادة إستطاع العلماء رصدها هي عبادة الأسلاف - وهؤلاء الأسلاف هم يغوث ويعوق ونسرا
ثانيا : قوم نوح يستندوا علي دليل يعتقدوا أنه هو الصواب وهو أنهم يعبدوا ما يعبد أباءهم وهناك ثغرة منطقية هم تناسوها ألا وهي إحتمال أن يكون أباءهم علي خطأ وأعتبروا نوح مجنون وأتخذوا كافة الوسائل التي قد تمنعهم من أن يصل أحدهم لإقتناع عقلي بأنه علي خطأ ودور الهوي هنا أنه يضخم من قيمة الدليل العقلي لدي قوم نوح ويخفي ذلك الخطأ المنطقي وسأستشهد ببعض الأمثلة من الكفار علي مر التاريخ مثل فرعون مثلا كدليل قوي علي صدق دعوايا أن الكفر ما هو إلا إتباع للهوي وهذا هو السبب الأساسي والوحيد للكفر ففرعون رأي المعجزات بنفسه وأخبره سحرته أن ما معي موسي ليس مجرد سحر إنما معجزات من الله بل وسجدوا لله ومع ذلك بقي علي كفره ودليل فرعون الذي كان يعتقد أنه صواب كان ضعيف جدا وهو قوله أنه يريد أن يري الله وكانت النقطة التي نساها والتي أخفاها له الهوي هي أنه لو رأي الله لما أصبح لإيمانه قيمة أساسا حيث أن الإيمان يقوم أساسا علي الإعتماد علي دليل معين يثبت أن الرساله صحيحة ومن ثم يجب علي الإنسان أن يؤمن أما إذا رأي الله فهو قد رأي الدليل الأكبر والأعظم ولم يعد لإيمانه قيمة وهوي فرعون كان له نفس التأثير الذي شكله من قبل الهوي علي قوم نوح فهو كان يجبره هواه ألا يصرح بوجود إله سواه مع علمه الشخصي أنه كان علي خطأ وأكبر دليل علي ذلك هو إعلانه عن إيمانه قبل أن يغرق أما قريش فالأدلة علي علمهم أن النبي هو رسول من الله فعلا وإنما إنكارهم كان مجرد إتباع للهوي فمثلا قالوا أن القرأن شعر وأنه أساطير الأولين والخلاصة أنهم نسبوا القرأن لمصدر بشري ثم قال
عتبة بن ربيعة: والله لقد سمعت كلاما من محمدصلى الله عليه وسلم ما سمعت بمثله قط والله ما هو بشعر ولا كهانه ولا سحر فأطيعوني في هذه وأنزلوها بي خلوا محمدا صلى الله عليه وسلم وشانه واعتزلوه و الله ليكونن لما سمعت من كلامه نبأ وهذا رأيي فاصنعوا ما شئتم أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهان يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها به خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وأن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه قال هذا رأيي فيه فاصنعوا بدا لكم وقال الوليد بن المغيرة: و الله إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إن أسفله لمغدق و إن أعلاه لمثمر وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته و ما يقول هذا بشر الشفا [ جزء 1 - صفحة 197


وتمر القرون وتولد أجيال من البشر بعضهم في الجنة والأخر في النار وفي النهاية جاء عصرنا هذا وتطورت البشرية تطور ضخم وعظيم وأصبحت موضة الكفر مختلفه ولكن يا تري ما هو إسقاط ما ذكرته سابقا علي واقعنا المعاصر وكفارنا المعاصربن أعتقد أن مشكلتهم هي في العلم بالتأكيد لهم عدة ملاحظات أخري ولكن تكمن مشكلتهم الأساسيه في العلم ولكن يجب علينا أولا أن نعرف ما هو العلم بطريقه سهله بسيطه توضح مفهومنا لهذه الكلمه العلم : هو رؤيه الإنسان لعالمه ومدي معرفته له هكذا ببساطه تتركز شبهه الملحدين في أن العلم
يصطدم بالدين
وتنقسم أسباب الكفر في العصر الحديث لقسمان
الأول هو أن البعض يعتقد في إمكانية وجود الكون بدون موجد معتمدا علي بعض النظريات العلمية الحديثة لم تثبت صحة أيا منها فهي مثل نظرية أستواء الأض كمثال وغيرها من النظريات العلمية التي ثبت خطأها علي مر العصور والقسم الأخر هو أن يري البعض ان النصوص الدينية تتصادم مع العلم
بالنسبة للقسم الأول أقول
يجب علينا أن نسأل سؤال ألا وهو ما هي نهاية العلم البشري أو متي يصل البشر لدرجه يمكن أن نقول حينها أننا قد علمنا كل ما يمكن أن نعلم وأننا قد أحطنا بكل شيء علما؟؟في الحقيقة أن سؤال كهذا لا يمكن الإجابة عليه بشكل قطعي ولكن في إعتقادي أن العلم أو ما يمكن أنه يعلمه البشر هو حتما محدد وهنا أتحدث سواء كنا في الحياة الدنيا أو الأخرة أما عندما نتحدث عن العلم بشكل مجرد أو شكل عام فالعلم لا نهائي فالبشر علمهم محدد ومن حدده هو الله قال سبحانه وتعالي " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"العلم البشري بدأ عندما علم الله سيدنا أدم الأسماء ولكن نهايته غير معلومه لنا الأن هذا بالنسبه للمؤمنيين النسبه للملحد العلم البشري بدأ عندما وجد الإنسان علي سطح الكرة الأرضية ولكن هل يستطيع إنسان سواء كان ملحد أو مسلم أن يحدد نهاية هذا العلم ومتي يمكن أن يكون البشر قد علموا كل ما يمكن أن يعلموه إذن العلم البشري مجهول النهاية ومن خواص العلم البشري الغير معتمد علي مصدر إلهي - هذا بالنسبة للمؤمنيين - أنه يمكن أن يصحح بعضه البعض ولا يمكن بأي حال من الاحوال التأكد من صحته بصورة مطلقه فما الذي يجعلنا نتأكد إذن أن هذا العلم يخالف الدين لو قال لك رجل ما انه يمكنه أنه يعرف حقيقة هذا الكون ولكنه قال أنه ليس كل مره يخبرك فيها يصيب بل هويستمر هكذا حتي يصل ليوم ما يخبرك فيه بحقيقة الكون وهذا اليوم لا تعلم متي يأتي هذا اليوم هل يمكن ان تسلم أمرك لهذا الرجل؟؟ في العصر الحديث صور الهوي العلم للملحدين علي أنه حقيقة مؤكده لا تقبل النقاش وجعلوه مقياسا للدين وتناسوا حقيقة ان العلم لا يمكنه أن يخبرنا بالحقيقة دائما لاسيما لو كان يبحث في قضية غير مرئية بالنسبة لنا مثل سبب وجودنا وسره فالعلم البشري أساسا مجال بحثه هو الشيء المادي المحسوس الذي يقبل التجربة والملاحظة

وأما عن القسم الثاني
تتفرع النصوص الدينية التي يري البعض أنها تخالف العلم الحديث البشري القاصر إلي فرعين
الأول : هو ما ذكر في القرأن والسنة من معلومات علمية عن الكون والحياة وما يمكن أن يصنف أنه كلام علمي يمكن للبشر الإحاطه به مثل الأيات القرأنيه و التي تحدث فيها الله سبحانه وتعالي عن خلق الكون و عن تكوين جسم الإنسان ومثل الأحاديث النبوية عن التداوي ببعض الأعشاب والمواد الغذائية والتي أثبت العلم الحديث صحتها الأن فأصبح بالتالي هناك وجود لما يسمي بالإعجاز العلمي في الإسلام
الثاني : هو النصوص الدينية التي تتحدث عن معجزات خارقة
أعتقد أن هذا العنوان خاطيء فبعض الكفار يروا أن معجزات الأنبياء تناقض العلم الحديث المشكلة أن هذه معجزات هدفها الأصلي هو أن تكون معجزة لك و ألا تملك لها تفسير علمي فهي تدلك علي وجود قوة أخري خارقة لا يمكنك تفسيرها ويمكنك أن تستوعب كيفية حدوثها فكون معجزات الأنبياء لم يستطع العلم الحديث تفسيرها يعتبر في حد ذاته أكبر دليل علي صحتها فهي لم يستطيع البشر الذين عاصروها تفسيرها وكذلك إيضا البشر الذين لحقوهم وهذا في حد ذاته دليل علي إعجازها إذ لو وجد لها تفسير منطقي علمي الأن وأصبح في مقدور البشر فهمها مع إمكانية عمل مثلها لوصلوا بذلك لمرتبة خالق المعجزات وهذا من المستحيلات عقلا علي الأقل بالنسبة للمؤمنين وبالنسبة للملحدين عندما يفرضوا وجود إله فلا يمكن أن نقول أن المعجزات تخالف العلم فلا نقول مثلا كيف يمكن أن نثبت بطريقة علمية أن موسي قد شق البحر بعصاه لأننا بذلك نحاول المستحيل نحاول أن نفهم قوة وقدرة فوق قدرتنا وقوتنا فهذه المعجزة إنما وجدت كي تعجزك ولا يمكنك فهمها أو فهم مسببها الحقيقي فتقول إذن من أحدثها هو خالق عظيم أعظم مني ولكن لا يمكن أن تقول لأن هذه المعجزة لا يفسرها علمي الأن فهي لم تحدث هل كل ما لا يمكننا فهمه نقول أنه لم يحدث؟؟ العقل لا يرفض إمكانية حدوث هذه المعجزات من قبل خالق للكون الغير مسلم لا يؤمن بهذه المعجزات نتيجة لعدم إيمانه بالإسلام أساسا أما إذا كانت هذه المعجزات هي السبب وراء عدم إيمانه لما صح له ذلك لأن الإسلام عرض المعجزات علي أنها أشياء لا يمكن للعقل تفسيرها أساسا وحتي تثبت خطأ الإسلام ومناقضته للعلم يجب أن تتعامل مع ما تحدث عنه الإسلام علي أنه حقيقة وهذا هو ما وجد في القسم الثاني الفرع الأول وبالنسبة لهذه النقطة بصفة عامة أقول هناك موضوع تحت عنوان
في مدونة
seven swords
توجد به الإجابة عن هذه الجزئية تحديدا

Monday, October 8, 2007

الإنسان أولا


أين الحقيقة؟ أين اليقين؟ سؤال صعب قد تطلب إجابته أحيانا دهر بأكمله من البحث حقائق بإمكان الإنسان إيجادها بعقله وحقائق أخري لا يمكنه إيجادها أبدا الإنسان مشوار بحثه عن الحقيقة منذ دهر طويل بعد أن جعل الله منا أنبياء وقد تكفلوا بتوصيل حقيقه وجود الإنسان أو بعبارة أكثر وضوحا سبب وجود الإنسان علي الأرض للناس حيث كلفهم المولي سبحانه وتعالي بهذه المسؤليه وأعدهم لها إعداد فطري منذ أن خلقهم وأعدهم وصنعهم خلال رحلة حياتهم حتي وصلوا لمرحله الإكتمال بعد ما أكتسبوه من صفات بالإضافه لفطرتها

وتطورت الحضارة الإنسانيه فيما بعد وعلي الشكل الهرمي كانت رحله الحضارة أستغرق الإنسان الأول فترة طويله جدا في بناء القاعدة ثم التي تليها ثم التي تليها وفي عصر النهضة الحديثة قاربت البشرية علي الوصول لقمة الهرم وكلما أقتربت من قمة الهرم كلما أزدات سرعه البناء وأزداد تسارع عجله الحضارة الإنسانيه ولذلك نهضت البشرية بصورة ضخمه جدا لم يسبق أن حدثت من قبل علي سطح الكرة الأرضية وما ذلك إلا لأن البشر قد أقتربوا من القمة التي يستغرق بناءها وقت أقصر من القاعدة وكلما أقتربنا من القمة كلما أزداد التسارع ولذلك بدأت علامات الساعه عند المسلمين في الظهور والتي تنذر بإقتراب نهاية العالم


وكان لإتخاذ تاريخ البشريه هذا الشكل الهرمي عدة أسباب أهمها هو أن حضارة البشر تعتمد علي أساس معين بدونه لا يمكن أن تتقدم أو تنهض أو تستكمل بناء الهرم هذا الأساس هو الأخلاق فبالأخلاق والقيم يمكن للبشر أن يخرجوا أفضل ما فيهم ويستخدموا قدراتهم التي حباهم الله بها أفضل إستخدام مما يسارع من عجله الحضارة وفي الحقيقه أن الأخلاق هي أحد مظاهر الإهتمام بالإنسان الذي نزل الدين السماوي من أجله ومن أجل أن يحقق رفاهيته في الدنيا ويضمن له كذلك السعادة في الأخرة


تزعم المذاهب الإلحاديه دوما أنها أهتمت بالإنسان بينما الأديان حقرته وأهانته ولكن هل هذا الكلام حقيقي فعلا أحب أن أعترف أن هذه المقوله صحيحه إلي حد ما ولا سيما كلمه أديان فهي صحيحه جدا ولكن هل كل دين هو من الله فعلا هل الذنب يقع في الإساءة التي تعرض لها البعض من جراء حكم بعض الأديان إلي ظلم من الله سبحانه وتعالي عن ذلك أم أن الذنب كل الذنب يقع علي البشر الذين حرفوا وغيروا الدين وجلعوا أنفسهم ألهه وحتي يكون حكمنا هو الصواب يجب أن تكون نظرتنا منطقيه وواقعيه بدون أي تحيز إن إحساس الإنسان أنه موجود علي ظهر الأرض بدون تكليف وبدون مسؤليه محددة أمر مدمر ولأنه مدمر فهو لذيذ ومبهج وإن كانت بهجته ظاهرية وتجرد الإنسان من إنسانيته ولذلك نجد بعض الملحدين يشعروا بسعادة غامرة لدي إلحادهم يشبه إحساس التلميذ الفاشل الذي علم أن أختبارات نهايه العام قد ألغيت فالحياة في نظرهم للإستمتاع بها فقط ولأن الله فطرهم علي حب غيرهم البشر نادوا بحقوق الإنسان وأهتموا بالإنسان بأن جعلوه أولا وسعوا من أجل سعادته وكانت لتلك السعادة الظاهرية مفعولها في إلتباس الرؤيه لدي الغير مؤمنين فهي الهوي الذي حركهم والذي قال عنه القرأن " أفرأيت من أتخذ إلهه هواه" الفرقان. فهم أصبحوا عبيد لأنفسهم بالرغم من أنهم يظنوا انهم لا يعبدوا أحد فهم يعبدوا أنفسهم وكما قرات لأحدهم يقول لا إله إلا الإنسان


أهتمت الأديان بالإنسان أكثر مما أهتم به الإلحاد بمراحل وذلك لأن نظرة الدين للإنسان أكثر عمقا من نظرة الإلحاد له وأخذ كمثال الأخلاق التي تعتبر هي حجر الزاويه في بناء الحضارة هرميه التطور
لدي كل إنسان إستعداد فطري لفعل الخير ولكي يكون إنسان ذو خلق أيا كانت المعايير الخلقيه الموجوده في بيئته *
ما تقوم به الديانات هو أنها توجه هذا الإستعداد وتقومه وتحدد ما هو الشيء الخلقي من الشيء الغير خلقي *
حددت المذاهب الماديه الشيء الخلقي بأنه هو ما تجاوب مع المصلحه وكان محقق لها ورأت أن الشيء الخلقي هو الذي يحقق المصلحه فقط وهكذا جاء التفسير المادي للأخلاق تفسيرا مجحفا للغايه وذلك لأن
الفعل الخلقي يحب أن يكون بلا مقابل مادي ففاعله يفعله بدون إنتظار مقابل مادي أو بدون خوف من عقاب مادي إنما يفعله لأسباب معنويه

الأخلاق في الإسلام للعقل دور كبير في تحديدها بالإضافه للوحي والأخلاق التي جاء الوحي إنما كان الهدف منها هو إصلاح شأن الإنسان وترك للعقل تقرير باقي الأشياء بحسب تغيير الزمان والمكان ولذلك خلق الله لنا العقل أساسا فالأخلاق في الإسلام تستهدف المصلحه دون أن تجعلها الهدف الأساسي المرجو من الفعل الخلقي إنما تكون تستهدف الفعل الخلقي لأجل هدف معنوي وغايه معنويه ألا وهي إرضاء الله
فالإسلام أهتم بالاخلاق لأنه عن طريق تحديد المعايير الخلقيه يمكن تحديد مكان الإنسان من السعادة او الشقاء في هذه الحياة بالإضافه إلي مكانه في الهرم الحضاري فكلما كانت المعايير الخلقيه أكثر مناسبة للإنسان كان للإنسان دور فعال في البناء الحضاري وكلما كان أكثر توفيقا في أداء مهمته الأساسيه ألا وهي إعمار الأرض

Thursday, September 13, 2007

رمضان كريم


كل عام وأنتم بخير سواء كنتم مسلمين أو ملحدين مغايرين أو مثليين

Friday, August 10, 2007

الفن الإسلامي


اليوم سأحدثكم في قضيه جميله رائعه رقيقه تسمو بالمشاعر لأفق رحبه لكي تحلق فيها اليوم سأحدثكم عن الفن عن الجمال عن هذا السحر الذي أسر قلوب وعقول ألاف وملايين من البشر سواء منتجين له أو مستقبلين له وإن كان البعض يري أن من ينتج كمن يستقبل فكلاهما فنان فكماأن هناك إبداع في الإنتاج فهناك إبداع في التذوق للفن كما تعلمت من المدونه العزيزه سمسم

كثيرا ما تثار قضيه تعارض الفن مع الإسلام وأن الدين يحارب الفن والجمال وأن الفن حرام شرعا !!! وحتي نوضح سخافه هذه المقوله وضعفهاأولا يجب ان نعرف معني الفن ما هو الفن فبناءا علي تعريف الموسوعة البريطانية الفن هو " استخدام التصور والمهارة لخلق نتاجات جمالية أو صياغة تجارب شعورية أو تهيئة مناخات تتميز بحس جمالي" وتعرفه موسوعة اينكارتا بانه "نتاج النشاط البشري الابداعي الذي يستخدم الوسائل المادية وغير المادية للتعبير عن الافكار والعواطف والمشاعر الانسانية" إذن الفن هو إستخدام أدوات معينه للتعبير عن المشاعر التي يشعر بها الإنسان هكذا ببساطه وهذا المعني لا يقترب من قريب ولا من بعيد بالمنطقه المحظوره في الشريعه الإسلاميه ومن المستحيلات أن يكون الفن محرم


كل المعاني والأفكار تتوازن بطريقه معينه مع غيرها من الأفكار الأخري وأوضح بمثال ففكره كفكره الحريه لا يمكن أن تكون مطلقه بل تتوازن مع مباديء وأفكار أخري مثل عدم التعرض لحريه الأخرين وإلحاق الضرر بهم سواء بطريقه مباشرة أو غير مباشرة وما دامت الأفكار تتعايش في توازن فالحياة تسير علي ما يرام وعندما يختل هذا التوازن تبدأ المشاكل في الحدوث وهذا التوازن يتجلي في صورته المثاليه في الإسلام فهو يصنع توازن يهدف إلي الحصول علي الأفضل في كل شيء والأفضل من كل فكره وكل الأفكار لها جانبين فاسد وصالح جيد ورديء ربما لا يتضح جانبها السيء أو الرديء إلا إذا زادت عن حدها وخرقت التوازن فكما تسبب قتل الحيوانات المفترسه في أحدي الغابات إلي حدوث إختلال لتوازن البيئه وموت العديد من الحيوانات فقد يسبب الإفراط في الفن أوبمعني أدق إخراجه عن توازنه مع الأفكار والعناصر الأخري إلي حدوث خلل كبير وضخم في الحياة فالفن له تأثير كبير في نفوس البشر وخروجه من توازنه يسبب دمار ما بعده دمار فهو مثله مثل باقي العناصر يجب أن يخضع للتوازن فلا يمكن أن يكون الإبداع فعلا بلا حدود ففي هذه الحاله لربما أصبح الجمال قبحا والروعه بشاعه ولقد عبر القدماء عن هذه القاعده بعبارات جميله وبسيطه فقالوا إذا زاد الشيء عن حده إنقلب إلي ضده إذن هذه هي المسأله من الناحيه النظريه فلا تناقض ولا تعارض بين الإسلام والفن إطلاقا أما من الناحيه العمليه أو التطبيقيه فهذا أمر أخر فالفن والفن بالذات نشأ في ظل ظروف غير إسلاميه بالمره وتطور كذلك بل أصبح الأمر أشبه بأن هنا ثمه تعارض حقيقي بين الإسلام والفن وأصبح الفن يؤدي إلي إضعاف التدين والمثل بالمثل كلما زادت سطوة الدين دمر الفن وأفناه

وهذا ما حدث في وطننا العربي حين بدأت الفنون في البزوغ والإنتشار في العصر الحديث حين وجدت السينما والمسرح وتطور الغناء والنحت والرسم وأصبح للشعر مدارس وطرق مختلفه ولما بدأت الصحوة الإسلاميه قي البزوغ وتزامن هذا مع طفره نسبيه في الفنون في وطننا العربي والتي كانت- أي الفنون - تدعو للمحرمات وتستخدم وسائل محرمه للوصول لغايات محرمه ولما كان لها أكبر أثر علي النفس البشريه فلقد مضي دهر وهي تعتبر - بالتأكيد بعضها وليس كلها - من أكبر أسباب الإنحراف والضلال وهنا يبدو أكبر تحدي للتيار الإسلامي وأخطر معترك علي المسلمين الخوض فيه ألا و هو المعترك الفني بكل مجالاته فالمسلمين عليهم إيجاد تطبيق عملي لنظريه الفن الإسلامي وهذا من أصعب التحديات التي تواجهه الإسلام المعاصر لسبب بسيط انها ستفعل ما لم يفعله أحد من المسلمين من قبل وهذا يعتبر أقوي دليل علي أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان فهو لو إستطاع إستيعاب هذه الفنون لأصبح هذا دليل جلي علي أن الإسلام دين يمكنه التعايش في أي عصر وتحت أي ظروف
ونبدأ أولا يجب تعريف الفن الإسلامي والفن الإسلامي كما عرفه الأستاذ محمد قطب هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زواية التصورالإسلامي لهذا الوجود

أما

الأستاذ محمد شمس الدين صدقي فهويري أن الفن الإسلامي هو
نقل أو إيصال أسمى وأفضل القيم والأفكار والمشاعر إلى اللآخرين بأسلوب جميل مؤثر بحيث يوفر عنصر المتعة إضافة إلى التأثيرفي سلوكهم وإرشادهم إلى الصراط الستقيم


والحقيقه أن المسلمين قطعوا شوط لا بأس به في مجال الفن الإسلامي والحقيقه ان الهدف الأساسي من كتابتي لهذا المقال هو الحديث عن هذه القضيه والتعريف بهولاء النوابغ الذين حملوا الأمانه قدر إستطاعتهم وأعتقد انهم قادرين علي إكمال الطريق وأول مجال خاضه هؤلاء هو مجال الأغنيه أو الأنشوده كما يحبوا أن يسموها ونحن لا نكاد ننظر للدوله سواء كانت شرقيه او غربيه إلا وجدنا بها منشدين ومغنيين يرفعوا رايه الفن الإسلامي فمن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحتي تركيا وماليزيا وأندونسيا وحتي نصل لدول الخليج الكويت نجد مثلا مشاري راشد قاريء القرأن والذي يعد من أفضل الأصوات الموجوده علي الساحه بالإضافه لإهتمامه بالمستوي الفني لأناشيده وسعيه للإرتقاء به في كل ألبوم جديد له وهو مع ذلك من أكثر المنشدين إلتزاما بأحكام الشريعه وفي الأمارات المتحده نجد أبو خاطر صاحب أول أغنيه رومانسيه إسلاميه وهي زوجتي وله عدة أغاني باللغه الإنجليزيه إيضا ومرورا بالسعوديه و مصر ولا ننسي المغرب وسوريا حيث يوجد بهم مجموعه جيده من المنشدين ولكنهم يشكلوا فرق فنادرا ما يوجد منشد منفرد منهموحتي أفريقيا لم تنس نصيبها فبها بعض المنشدين المميزين وتختلف نوعيه الأغاني وطبيعة ألحانها حسب الجمهور الذي تقدم له فنجد مثلا مشاري راشد تتسم أغانيه بطابع خليجي بينما تتسم أغاني المطربيين الأسيويين بلون مختلف تماما حتي أن المطربين الأمريكان بدأوا يغنوا أغاني تحمل رساله الإسلام علي طريقه موسيقي البوب والهيب هوب الأمريكيه ونبغ في هذا المجال منهم كثير ولكن مشكلتهم هي في تقوقعهم فهم مجهولين بالنسبه لمعظم المسلمين خارج محيط المقيميين في الولايات المتحدة الأمريكيه وهذه الفئه بالذات عيبهم أنهم من أكثر المنشدين بعدا عن الإلتزام بتعاليم الشريعه و ربما كان السبب في هذا هو جهلهم إلي حد ما بهذه التعاليم وبقي أن نلقي الضوء حول قضيه الحلال والحرام في الغناء فأقول الأغنيه مكونه من


أولا: كلمات
ثانيا:اداء صوتي لمغني واحد أو عدة مغنيين
ثالثا : ألحان
رابعا : أدوات التوزيع الموسيقي

من هذه العناصر تتألف الأغنية ما الذي حرمه الإسلام منها يا تري ؟؟
فالكلمات ما دامت تحمل رساله ليست محرمه فهي حلال وبناءا علي ذلك هناك جزء كبير جدا من الأغاني الموجودة علي الساحه لا تعتبر محرمه فليس جميعها يدعوا لمحرم
أما عن التوزيع الموسيقي فهنا مربط الفرس فهناك العديد من الأحاديث النبويه التي تحرم الألات الموسيقيه صراحه وهنا إختلف إيضا بعض الفقهاء المسلمين فمنهم من قال أن الموسيقي أداة كأي أداة أخري يمكن أن تستخدم في الحلال كما تستخدم في الحرام ومنهم من قال أنها محرمه لذاتها ومنهم من قال ان الألات الوتريه هي المحرمه أما باقي الألات فلا والحقيقه رأيي الشخصي في هذه القضيه أن هناك تنوع كبير في أنواع الأناشيد التي تقدم فبعضها يتبع الرأي الأول وبعضها الرأي الثاني والباقيه يتبعوا الرأي الأخير وهو الفرق الأسيويه فهم يستخدموا الطبول

وأله الدف فقط والحقيقه هم من أفضل المنشدين المسلمين علي مستوي العالم وأنا من الذين يتبوعوا الرأي الثالث ويمكن لمن يختلف معي أن يسمع النوع الأخر فالتنوع موجود ومن يقتنع برأي ما فليتبع المنشد الذي يعتقد أنه حلال وبقيت قضيه أخري لم تطرح من قبل وهي السينما الإسلاميه ولكن لندعها للمقال القادم

Saturday, July 21, 2007

ما شرع الله لبني أدم


الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان لم يتغير فمنذ مئات السنين عندما كان مازال يعيش في الكهوف ويعتمد في طعامه وملبسه علي الحيوانات فيأخذ منها جلودها تارة ولحومها تارة أخري وحتي عصرنا هذا عندما وصل القمر وبدأ يغزو مجموعتنا الشمسية الضئيلة ويفكر في غزو باقي أرجاء الكون ولكنه بقي إنسان يحمل بدائيته في قلبه وعقله كل ما تطور هو مظهره فأستبدل الحمار بالسيارة والسيف بالمسدس والسهام بالصواريخ النووية وبدلا من الكهوف سكن ناطحات السحاب كأنه يحاول أن يهرب من فكره كونه مجرد إنسان!!! فكما كان طرزان يبهرنا بحركاته الرشيقة وقفزه بين الأشجار أصبحنا نري جيمس بودن وهو يقوم بنفس العمل ولكن معتمدا علي أحدث التقنيات والأسلحة الحديثة إنه نفس الإنسان حتي عندما حاولت السينما تجسيد المستقبل في حرب النجوم عرضت لنا الأبطال يتقاتلوا بالسيوف وكأننا نشاهد أحد المعارك في العصور الوسطي ولكنه هو نفس الإنسان أذكر أني قرأت مقال لأحد الأطباء النفسيين فقال أنه لاحظ أن بعض مرضاه مصاب بمرض الهلوسه فكان يهلوس بأي كلام ويقول الطبيب أني لاحظت أنه يحكي قصه ما كأنه يقص قصه معينه فقمت بتدوين أحداثها كما قالها بدون تعديل ثم أكتشفت أنها أحد الأساطير القديمه كيف وصلت لسمع هذا الرجل البسيط ربما أحس بهاأوأستنتجها عقله إنه الإنسان هو نفس الإنسان مهما تغير الزمان والدين يخاطب الإنسان يخاطب روحه وعقله وقلبه ونفسه يشعل وجدانه وينير فؤاده هذا إذا أردنا بالدين روحانياته وفي هذه النقطه لا يختلفمعنا أحد أن الدينكروحانيات صالح لكل زمان ومكان ولكن كان الخلاف الرئيسي حول مدي إمكانيه تطبيق الشرائع التي شرعتها الأديان فبعض هذه الشرائع بدائيه لا يمكنها التعامل مع التغيير الذي أصاب العالم والتطور الهائل الذي يصاحبه فبدأ الإنسان بإستبدال هذه التشريعات بشرائع أخري أعتمد في بناءها علي العقل والعقل وحده حتي ظهرت النظرية المادية التي جعلت الأخلاق قائمه علي مبدأ المصلحة فما يري الناس أنه خير فهو شيء أخلاقي وما يري الناس أنه شر فهو شيء غير أخلاقي ولكن ولأن الإسلام هو دين سماوي وهو الطريق الوحيد الموصل للجنة حاليا فإنه يتسم بالتطور والثبات كيف هذا؟؟ إن التشريعات التي شملتها الشريعة الإسلامية تنقسم لقسمان

الأول هو قسم الفروع
الفروع هي التي تنظم حياة البشر من نكاح وبيوع وحدود وأحكام الحرب وغيرها وقد إختلفت المذاهب فيها فظهر المذهب الحنبلي والمالكي والحنفي والشافعي ونحن نسير علي أقربهما للسنة الشريفة وهناك أسباب كثيره لهذه الإختلافات ويمكننا الأن نصل للحق بطريقة أفضل منهم حيث أنهم ربما كانوا لم يصل لهم حديث يحرم أمر ما فيحللوه أو العكس ولكننا الأن لدينا أحاديث النبي موثقه ومؤرخه بصوره أفضل منها في زمن هؤلاء العلماء

أما القسم الأخر فهو قسم العفو وهو الذي عبر عنه النبي في حديثه الشريف حين قال : "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم في كتابه فهو حرام، وما تركه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا"،ثم تلا قول الله تعالى: ((ومَاكَانَ رَبُّكَ نَسِيا.

وأعتقد أن هذا القسم هو سر خلود الشريعة الإسلامية فهو يعطي مساحه أكبر في الحكم علي الأشياء التي ليس فيها نص ولقد أجتهد العديد من العلماء في هذا المجال ووضعوا قواعد عديده يمكن من خلالها معرفة أي الأمور موافق للشريعة فهناك الإستحسان والقياس علي المنصوص عليه ومراعاه للعرف وأساليب أخري وأعتقد أن أفضل ما قيل في هذه الأحكام فهو قول الإمام الشاطبي " إينما كانت المصلحه فثم شرع الله " وطبعا ينبغي ألا تخالف هذه المصلحه شرع الإسلام فلا تخالف الكليات الخمسه الشهيرة فلا تضر مصالح الشعب فليس الأمر كما يظن البعض أن هذه المساحة هي نقطه ضعف في منهج المسلمين وأنه غير محدد في أمور كثيره ولكن الحق أنه ترك لنا سعه في الأشياء التي تتغير بتغيير الزمان والمكان حتي نحكم نحن عليها بناءا علي معطيات العصر الذي نحن فيه بما لا يخالف أي من تعاليم الإسلام الأخري و بما لا يخالف الكليات أو الضروريات الخمس

Wednesday, July 4, 2007

العلاقة بين الإسلام وكوب الماء



يا هل تري ما هو مدي التشابه بين الماء والإسلام أعتقد أن التشابه كبير فالنبي قال لصحابته ذات يوم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به‏.‏" فالنبي شبه الإسلام بماء المطر فهذا هو الهدي ولو شبهنا العقل بكوب والإسلام بالماء فالإسلام ينساب داخل العقل كالماء وبالطبع الكوب الشفاف فيكون بإمكاننا أن نحكم علي مدي نقاء الماء بمجرد النظر - بناءا علي شفافيته علي الأقل- ولكن لو وجدنا شوائب - والمقصود بهذه الشوائب هو فشل بعض الأنظمة الإسلامية التي ظهرت في السودان مثلا ويقصد بها أي تصرف سيء أو فشل لأي شخص أو دولة حتي تحمل إسم إسلامية- فهناك إحتمالين لا ثالث لهم

1- أن يكون الماء غير نظيف به شوائب

2-أن يكون الكوب غير نظيف

لو قلنا بالإحتمال الأول أن الماء - الإسلام - غير نظيف فهذا ما لا أعتقده انا ويرجحه الملحديين

ولو قلنا بالإحتمال الثاني وهو الأغلب لما سأوضحه من أدلة فيكون الوسط - الكوب -الذي ينزل فيه الإسلام - الماء - هو غير نظيف أساسا وغير معد سواء قصدنا بالوسط المعني الضيق فيكون المراد هو الفرد او المعني الواسع فيكون المجتمع والدولة فكلاهما قد يكون به المشكلة

وكما قال النبي فالإسلام هو كماء المطر وحتي ينبت الزرع يجب أن تكون التربة جيدة ومعده له ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يخلعون علي عتبة الإسلام كل عاداتهم القديمة في الجاهلية فالمسلم يجب أن يطهر نفسه تماما - يغسل الكوب جيدا- حتي يكون أهل لإستقبال الوحي - الماء- فحينها يمكننا أن نحكم علي مدي نقاء الإسلام أو بمعني أصح علي مدي فعاليته كنظام يسير عليه البشر فحتي يمكننا أن نحكم علي الإسلام يجب أن ننظر في أي مجتمع وجد - بتشديد الواو- هذا الإسلام ومع أي عقلية تعامل ومن ثم يمكن أن نحكم علي المنهج وبما أن العقل ليس ككوب الماء فأنا كإنسان أستطيع أن أقرر أي الطريقين سأسير فيه ولكن المشكلة أن الأمر لم يعد طريقين بل أصبح من الممكن أن أفعل المأمور شرعا وهو من أحكام الإسلام ولكن ليس من أجل الهدف الشرعي المطلوب وهو إرضاء الله ولكن من أجل سبب أخر مثل الشهرة مثلا وأضرب علي هذا مثاليين 1- في مصر مثلا حيث تحول الحجاب من عبادة لعادة فالمرأة تغطي شعرها وتتحجب ولكنها لا تصلي فقد تكون تحجبت حتي تداري شعرها سلك ألمونيوم بقه
2- وقد أصلي مثلا ولكن حتي يقول الناس هذا مصلي

ولكن في كلا الحالتيين السابقتين اللاتي ذكرتهم يمكننا لو تأملنا حالهم ببعض الدقة أن نفهم ما هي الدوافع الحقيقة من وراءهم وهل هذا هو الإسلام أم لا فمثلا المرأة التي تتحجب هذه فزيها كله مخالف للإسلام فهي لم تتحجب من أجل طاعة الله وصديقنا المصلي هذا يصلي في أوقات معينة في المسجد عندما يكون هناك أشخاص كثيرون في أوقات الذروه مثلا ولكنه لا يصلي الفجر فأغلب الناس تكون نائمه فلا حاجة لذلك فالطريقة التي يمكن أن نكشف بها ذلك هي سهلة جدا وبسيطة وهي أننا نجد شخص ما- أو دولة ما حتي - يفعل الأمر الشرعي ولكنه يخالف أحكام الدين الإسلامي بصورة أو بأخري فمثلا بن لادن قال أنه سيجاهد ولكنه خالف أحكام الجهاد فقتل الأطفال والنساء من المدنيين وحارب دولة ليس بيننا وبينها حرب معلنة علي أقل تقدير هذا إن إعتبرنا ما فعله حرب أصلا ولو طبقنا هذه القاعدة علي أي نظام إسلامي فاشل أو شخص مسلم فاشل فسنراها منطبقة تماما...كيف هذا؟؟ الإسلام يقدم منهج للسلوكيات والمعاملات بناءا علي أحكامه وهو طبعا يراعي الجانب الروحاني للإنسان مثله مثل باقي الأديان وهو يطلب من الإنسان أن يعمل و يكافح من أجل إعمار الأرض فأنت أيها الإنسان مأمور بالعمل ولكن هذا ما تجاهلته تقريبا كل الأنظمة الإسلامية الحديثة فلم تأخذ علي عاتقها الإهتمام بالعلم وتطوير البحث العلمي فهي حتي لم تتأسي بالعلماء المسلمين السابقين الذين كان لهم دور في إثراء الحضارة الإنسانية بعلومهم
وأخلص في النهاية للشيئين أساسيين حتي نحكم علي الإسلام
أولا : أن نتأكد أن هذا النظام هو يوافق أحكام الإسلام في قراراته وأحكامه
ثانيا : الإسلام سبق تطبيقه وكانت النتيجة مبهرة فلو فشل الأن فلهذا تفسيران إما أنه لم يطبق كما يجب أو أنه نظام عفي عليه الزمن وعند هذه النقطة أترككم فسيكون هذا هو موضوعي في المقال القادم