
عندما يسعي الإنسان ليخترع شيء أو يبتكر شيء فهو حتما له غاية من ذلك وله مراد وهدف فهذا الشيء حتما سيحقق له فائدة جسدية أو نفسية أو فكرية أو روحانية وهنا يجب إيضاح خطأ منطقي بسيط يقع فيه العديد من الملحدين هو تطبيقهم لقوانين المخلوقات علي الخالق وذلك بعد تسليمهم بوجوده كفرض فكما يسأل أحدهم من خلق الخالق؟ فقد يسأل أحدهم وما غاية الخالق من خلق المخلوقات فهو حتما له غاية وهو هنا يخطأ فهو يريد تشبيه الخالق بالمخلوقات فنحن أي البشر مقيدون بحدود الزمان والمكان فهي وكأنها قضبان نتحرك بداخلها لا نستطيع أن نخرج منها أو نتحرك خارجها- والحقيقة أن الله له غاية من خلقنا ولكنها تختلف عن غايات البشر فالبشر يصنعوا الأشياء لتحقق لهم فوائد ولكن لوفرضنا وجود خالق فمن ذا الذي يستطيع أن ينفعه أو يضره ولما كان الله غني عن البشر وعن كل شيء إذن فهو لا يقوم بشيء يحقق له فائدة لأنه لا يحتاج لشيء من مخلوقاته أساسا ولست هنا بصدد الحديث عن لماذا خلق الله البشر ولكن أردت التوضيح - وتطبيق نفس المفاهيم التي تطبق علي البشر علي الخالق فنشبهه بصفات بشرية وكمثال اليهود حين سألوا موسي عليه السلام فقالوا " هل الله ينام " ثم حين قالوا يد الله مغلولةوإيضا قولهم أن الله خلق العالم في ستة أيام ثم إستراح في اليوم السابع ليكون ذلك قمة التشبيه البشري ثم نأتي في العصر الحالي لنشابه فعلهم هذا فنقول من خلق الله مثلا بعد أن نقول ولو علي سبيل الفرض أن الله موجود وخالق
إذن فالله غني عنا فهو خلقنا ليس لنخدمه كما كان هذا الإعتقاد ساري في العديد من الأديان القديمة وكما هو واضح سواء كان القاريء مؤمن بوجود خالق أو لا فنحن نتفق ان الإنسان قد وجد علي الأرض سواء تطور أو تبعثر أو تحور أو تدور أو خلق حتي فهو وجد وهذا الإنسان له عدة ملكات يشملها وجوده الإنساني ويحتضنها بداخله فالإنسان جسد و روح أو بالنسبة للذين لا يؤمنون بوجود روح نقول جسد وعواطف أي الإنسان بإختصار له مطالب جسدية مادية وأخري معنوية ولكل ملكه من هذه الملكات إستخدام وهدف فمثلا جسد الإنسان كل عضو به وجد ليقوم بوظيفة معينة فالفم لتناول الطعام والعين للرؤية والأذن للسمع وهكذا.


