
الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان لم يتغير فمنذ مئات السنين عندما كان مازال يعيش في الكهوف ويعتمد في طعامه وملبسه علي الحيوانات فيأخذ منها جلودها تارة ولحومها تارة أخري وحتي عصرنا هذا عندما وصل القمر وبدأ يغزو مجموعتنا الشمسية الضئيلة ويفكر في غزو باقي أرجاء الكون ولكنه بقي إنسان يحمل بدائيته في قلبه وعقله كل ما تطور هو مظهره فأستبدل الحمار بالسيارة والسيف بالمسدس والسهام بالصواريخ النووية وبدلا من الكهوف سكن ناطحات السحاب كأنه يحاول أن يهرب من فكره كونه مجرد إنسان!!! فكما كان طرزان يبهرنا بحركاته الرشيقة وقفزه بين الأشجار أصبحنا نري جيمس بودن وهو يقوم بنفس العمل ولكن معتمدا علي أحدث التقنيات والأسلحة الحديثة إنه نفس الإنسان حتي عندما حاولت السينما تجسيد المستقبل في حرب النجوم عرضت لنا الأبطال يتقاتلوا بالسيوف وكأننا نشاهد أحد المعارك في العصور الوسطي ولكنه هو نفس الإنسان أذكر أني قرأت مقال لأحد الأطباء النفسيين فقال أنه لاحظ أن بعض مرضاه مصاب بمرض الهلوسه فكان يهلوس بأي كلام ويقول الطبيب أني لاحظت أنه يحكي قصه ما كأنه يقص قصه معينه فقمت بتدوين أحداثها كما قالها بدون تعديل ثم أكتشفت أنها أحد الأساطير القديمه كيف وصلت لسمع هذا الرجل البسيط ربما أحس بهاأوأستنتجها عقله إنه الإنسان هو نفس الإنسان مهما تغير الزمان والدين يخاطب الإنسان يخاطب روحه وعقله وقلبه ونفسه يشعل وجدانه وينير فؤاده هذا إذا أردنا بالدين روحانياته وفي هذه النقطه لا يختلفمعنا أحد أن الدينكروحانيات صالح لكل زمان ومكان ولكن كان الخلاف الرئيسي حول مدي إمكانيه تطبيق الشرائع التي شرعتها الأديان فبعض هذه الشرائع بدائيه لا يمكنها التعامل مع التغيير الذي أصاب العالم والتطور الهائل الذي يصاحبه فبدأ الإنسان بإستبدال هذه التشريعات بشرائع أخري أعتمد في بناءها علي العقل والعقل وحده حتي ظهرت النظرية المادية التي جعلت الأخلاق قائمه علي مبدأ المصلحة فما يري الناس أنه خير فهو شيء أخلاقي وما يري الناس أنه شر فهو شيء غير أخلاقي ولكن ولأن الإسلام هو دين سماوي وهو الطريق الوحيد الموصل للجنة حاليا فإنه يتسم بالتطور والثبات كيف هذا؟؟ إن التشريعات التي شملتها الشريعة الإسلامية تنقسم لقسمان

الأول هو قسم الفروع
الفروع هي التي تنظم حياة البشر من نكاح وبيوع وحدود وأحكام الحرب وغيرها وقد إختلفت المذاهب فيها فظهر المذهب الحنبلي والمالكي والحنفي والشافعي ونحن نسير علي أقربهما للسنة الشريفة وهناك أسباب كثيره لهذه الإختلافات ويمكننا الأن نصل للحق بطريقة أفضل منهم حيث أنهم ربما كانوا لم يصل لهم حديث يحرم أمر ما فيحللوه أو العكس ولكننا الأن لدينا أحاديث النبي موثقه ومؤرخه بصوره أفضل منها في زمن هؤلاء العلماء
أما القسم الأخر فهو قسم العفو وهو الذي عبر عنه النبي في حديثه الشريف حين قال : "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم في كتابه فهو حرام، وما تركه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا"،ثم تلا قول الله تعالى: ((ومَاكَانَ رَبُّكَ نَسِيا.
وأعتقد أن هذا القسم هو سر خلود الشريعة الإسلامية فهو يعطي مساحه أكبر في الحكم علي الأشياء التي ليس فيها نص ولقد أجتهد العديد من العلماء في هذا المجال ووضعوا قواعد عديده يمكن من خلالها معرفة أي الأمور موافق للشريعة فهناك الإستحسان والقياس علي المنصوص عليه ومراعاه للعرف وأساليب أخري وأعتقد أن أفضل ما قيل في هذه الأحكام فهو قول الإمام الشاطبي " إينما كانت المصلحه فثم شرع الله " وطبعا ينبغي ألا تخالف هذه المصلحه شرع الإسلام فلا تخالف الكليات الخمسه الشهيرة فلا تضر مصالح الشعب فليس الأمر كما يظن البعض أن هذه المساحة هي نقطه ضعف في منهج المسلمين وأنه غير محدد في أمور كثيره ولكن الحق أنه ترك لنا سعه في الأشياء التي تتغير بتغيير الزمان والمكان حتي نحكم نحن عليها بناءا علي معطيات العصر الذي نحن فيه بما لا يخالف أي من تعاليم الإسلام الأخري و بما لا يخالف الكليات أو الضروريات الخمس