قال تعالي " إنا هديناه النجدين" وقال إيضا " ولقد خلقنا الإنسان إما شاكرا وإما كفورا" الإيمان والكفر الصواب والخطأ الحق والباطل الجنة والنار طريقان وسبيلان مختلفان يسير بعض البشر في أحدهم والأخرين في الأخر وهذه هي قصة الوجود وسر العالم فكل هذا الوجود موجود حتي يختار الإنسان بين هذين الطريقين وهذه هو الإختبار الأعظم الذي خلق الله البشر من أجله حتي يختاروا والله يعلم من سيسير في طريق الخير ومن سيسير في طريق الشر إنما شاء الله أن يوجد هذا العالم حتي لا يكون للناس حجة من بعد ذلك ويكونوا شهداء علي أنفسهم
و في دراستي لمدي عدالة هذا الإختبار سأدرس بالتحديد أسباب الكفر وأختيار الطريق الثاني علي مر تاريخ البشر حيث من خلال دراسه حاله الذين أختاروا الطريق الخاطيء يمكن أن ندرك عدالة ووضوح الإختبار الألهي فحتي نعلم مدي عداله إختبار ما يجب أن ندرس حالة الطلاب الراسبين حتي نعلم إذا كان سبب رسوبهم هذا صعوبة الإختبار أم إهمال منهم ولذلك سأبدء بسرد أسباب الكفر الظاهرية والتي تدل علي السبب الأساسي والوحيد وراء الكفر معتمدا علي قصص الكفار علي مر التاريخ ولكني سأعتمد علي القرأن هنا كمصدر تاريخي حيث أثبت العلم الحديث صدق القرأن في سرده للعديد من القصص التاريخيه مثل قصة قوم نوح وقوم عاد وبناءا علي ذلك أعتقد أنه يمكن إثبات صحة القرأن علي الأقل كمصدر تاريخي بالنسبة للغير مؤمنيين به
بعض البشر لا يهمه كثيرا أن يكون ما يعتقد في صحته صحيحا فعلا وإنما قد تشكل بعض الشهوات لديه حجر الزاوية في كل قراراته وأفعاله وهذا ما يعرف في الإسلام بإتباع الهوي ولقد عبر القران عن ذلك في سورة الفرقان«أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً» وهذه الطائفة هي في الغالب تكون طائفة أهل الكفر وهم من لا يعنيه كثيرا أن يكونوا هم أصحاب الحق أم لا المهم هو مصلحتهم الظاهرة المادية فقط ومن الأمثلة علي أهل هذه الطائفة أذكر أول كفار ذكرهم لنا القرأن وهم قوم نوح ولندرس حالتهم بالتفصيل
أولا : قوم نوح حدث لهم إختلال تعبدي علي مر السنوات وتحولوا لعبادة أسلافهم المؤمنيين بدلا من عبوديتهم للإله الذي كان أسلافهم به مؤمنيين - وبالمناسبة من المعروف أن أول عبادة ظهرت في التاريخ أو أقدم عبادة إستطاع العلماء رصدها هي عبادة الأسلاف - وهؤلاء الأسلاف هم يغوث ويعوق ونسرا
ثانيا : قوم نوح يستندوا علي دليل يعتقدوا أنه هو الصواب وهو أنهم يعبدوا ما يعبد أباءهم وهناك ثغرة منطقية هم تناسوها ألا وهي إحتمال أن يكون أباءهم علي خطأ وأعتبروا نوح مجنون وأتخذوا كافة الوسائل التي قد تمنعهم من أن يصل أحدهم لإقتناع عقلي بأنه علي خطأ ودور الهوي هنا أنه يضخم من قيمة الدليل العقلي لدي قوم نوح ويخفي ذلك الخطأ المنطقي وسأستشهد ببعض الأمثلة من الكفار علي مر التاريخ مثل فرعون مثلا كدليل قوي علي صدق دعوايا أن الكفر ما هو إلا إتباع للهوي وهذا هو السبب الأساسي والوحيد للكفر ففرعون رأي المعجزات بنفسه وأخبره سحرته أن ما معي موسي ليس مجرد سحر إنما معجزات من الله بل وسجدوا لله ومع ذلك بقي علي كفره ودليل فرعون الذي كان يعتقد أنه صواب كان ضعيف جدا وهو قوله أنه يريد أن يري الله وكانت النقطة التي نساها والتي أخفاها له الهوي هي أنه لو رأي الله لما أصبح لإيمانه قيمة أساسا حيث أن الإيمان يقوم أساسا علي الإعتماد علي دليل معين يثبت أن الرساله صحيحة ومن ثم يجب علي الإنسان أن يؤمن أما إذا رأي الله فهو قد رأي الدليل الأكبر والأعظم ولم يعد لإيمانه قيمة وهوي فرعون كان له نفس التأثير الذي شكله من قبل الهوي علي قوم نوح فهو كان يجبره هواه ألا يصرح بوجود إله سواه مع علمه الشخصي أنه كان علي خطأ وأكبر دليل علي ذلك هو إعلانه عن إيمانه قبل أن يغرق أما قريش فالأدلة علي علمهم أن النبي هو رسول من الله فعلا وإنما إنكارهم كان مجرد إتباع للهوي فمثلا قالوا أن القرأن شعر وأنه أساطير الأولين والخلاصة أنهم نسبوا القرأن لمصدر بشري ثم قال
عتبة بن ربيعة: والله لقد سمعت كلاما من محمدصلى الله عليه وسلم ما سمعت بمثله قط والله ما هو بشعر ولا كهانه ولا سحر فأطيعوني في هذه وأنزلوها بي خلوا محمدا صلى الله عليه وسلم وشانه واعتزلوه و الله ليكونن لما سمعت من كلامه نبأ وهذا رأيي فاصنعوا ما شئتم أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهان يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها به خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وأن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه قال هذا رأيي فيه فاصنعوا بدا لكم وقال الوليد بن المغيرة: و الله إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إن أسفله لمغدق و إن أعلاه لمثمر وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته و ما يقول هذا بشر الشفا [ جزء 1 - صفحة 197
وتمر القرون وتولد أجيال من البشر بعضهم في الجنة والأخر في النار وفي النهاية جاء عصرنا هذا وتطورت البشرية تطور ضخم وعظيم وأصبحت موضة الكفر مختلفه ولكن يا تري ما هو إسقاط ما ذكرته سابقا علي واقعنا المعاصر وكفارنا المعاصربن أعتقد أن مشكلتهم هي في العلم بالتأكيد لهم عدة ملاحظات أخري ولكن تكمن مشكلتهم الأساسيه في العلم ولكن يجب علينا أولا أن نعرف ما هو العلم بطريقه سهله بسيطه توضح مفهومنا لهذه الكلمه العلم : هو رؤيه الإنسان لعالمه ومدي معرفته له هكذا ببساطه تتركز شبهه الملحدين في أن العلم
يصطدم بالدين
وتنقسم أسباب الكفر في العصر الحديث لقسمان
الأول هو أن البعض يعتقد في إمكانية وجود الكون بدون موجد معتمدا علي بعض النظريات العلمية الحديثة لم تثبت صحة أيا منها فهي مثل نظرية أستواء الأض كمثال وغيرها من النظريات العلمية التي ثبت خطأها علي مر العصور والقسم الأخر هو أن يري البعض ان النصوص الدينية تتصادم مع العلم
بالنسبة للقسم الأول أقول
يجب علينا أن نسأل سؤال ألا وهو ما هي نهاية العلم البشري أو متي يصل البشر لدرجه يمكن أن نقول حينها أننا قد علمنا كل ما يمكن أن نعلم وأننا قد أحطنا بكل شيء علما؟؟في الحقيقة أن سؤال كهذا لا يمكن الإجابة عليه بشكل قطعي ولكن في إعتقادي أن العلم أو ما يمكن أنه يعلمه البشر هو حتما محدد وهنا أتحدث سواء كنا في الحياة الدنيا أو الأخرة أما عندما نتحدث عن العلم بشكل مجرد أو شكل عام فالعلم لا نهائي فالبشر علمهم محدد ومن حدده هو الله قال سبحانه وتعالي " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"العلم البشري بدأ عندما علم الله سيدنا أدم الأسماء ولكن نهايته غير معلومه لنا الأن هذا بالنسبه للمؤمنيين النسبه للملحد العلم البشري بدأ عندما وجد الإنسان علي سطح الكرة الأرضية ولكن هل يستطيع إنسان سواء كان ملحد أو مسلم أن يحدد نهاية هذا العلم ومتي يمكن أن يكون البشر قد علموا كل ما يمكن أن يعلموه إذن العلم البشري مجهول النهاية ومن خواص العلم البشري الغير معتمد علي مصدر إلهي - هذا بالنسبة للمؤمنيين - أنه يمكن أن يصحح بعضه البعض ولا يمكن بأي حال من الاحوال التأكد من صحته بصورة مطلقه فما الذي يجعلنا نتأكد إذن أن هذا العلم يخالف الدين لو قال لك رجل ما انه يمكنه أنه يعرف حقيقة هذا الكون ولكنه قال أنه ليس كل مره يخبرك فيها يصيب بل هويستمر هكذا حتي يصل ليوم ما يخبرك فيه بحقيقة الكون وهذا اليوم لا تعلم متي يأتي هذا اليوم هل يمكن ان تسلم أمرك لهذا الرجل؟؟ في العصر الحديث صور الهوي العلم للملحدين علي أنه حقيقة مؤكده لا تقبل النقاش وجعلوه مقياسا للدين وتناسوا حقيقة ان العلم لا يمكنه أن يخبرنا بالحقيقة دائما لاسيما لو كان يبحث في قضية غير مرئية بالنسبة لنا مثل سبب وجودنا وسره فالعلم البشري أساسا مجال بحثه هو الشيء المادي المحسوس الذي يقبل التجربة والملاحظة
الأول هو أن البعض يعتقد في إمكانية وجود الكون بدون موجد معتمدا علي بعض النظريات العلمية الحديثة لم تثبت صحة أيا منها فهي مثل نظرية أستواء الأض كمثال وغيرها من النظريات العلمية التي ثبت خطأها علي مر العصور والقسم الأخر هو أن يري البعض ان النصوص الدينية تتصادم مع العلم
بالنسبة للقسم الأول أقول
يجب علينا أن نسأل سؤال ألا وهو ما هي نهاية العلم البشري أو متي يصل البشر لدرجه يمكن أن نقول حينها أننا قد علمنا كل ما يمكن أن نعلم وأننا قد أحطنا بكل شيء علما؟؟في الحقيقة أن سؤال كهذا لا يمكن الإجابة عليه بشكل قطعي ولكن في إعتقادي أن العلم أو ما يمكن أنه يعلمه البشر هو حتما محدد وهنا أتحدث سواء كنا في الحياة الدنيا أو الأخرة أما عندما نتحدث عن العلم بشكل مجرد أو شكل عام فالعلم لا نهائي فالبشر علمهم محدد ومن حدده هو الله قال سبحانه وتعالي " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"العلم البشري بدأ عندما علم الله سيدنا أدم الأسماء ولكن نهايته غير معلومه لنا الأن هذا بالنسبه للمؤمنيين النسبه للملحد العلم البشري بدأ عندما وجد الإنسان علي سطح الكرة الأرضية ولكن هل يستطيع إنسان سواء كان ملحد أو مسلم أن يحدد نهاية هذا العلم ومتي يمكن أن يكون البشر قد علموا كل ما يمكن أن يعلموه إذن العلم البشري مجهول النهاية ومن خواص العلم البشري الغير معتمد علي مصدر إلهي - هذا بالنسبة للمؤمنيين - أنه يمكن أن يصحح بعضه البعض ولا يمكن بأي حال من الاحوال التأكد من صحته بصورة مطلقه فما الذي يجعلنا نتأكد إذن أن هذا العلم يخالف الدين لو قال لك رجل ما انه يمكنه أنه يعرف حقيقة هذا الكون ولكنه قال أنه ليس كل مره يخبرك فيها يصيب بل هويستمر هكذا حتي يصل ليوم ما يخبرك فيه بحقيقة الكون وهذا اليوم لا تعلم متي يأتي هذا اليوم هل يمكن ان تسلم أمرك لهذا الرجل؟؟ في العصر الحديث صور الهوي العلم للملحدين علي أنه حقيقة مؤكده لا تقبل النقاش وجعلوه مقياسا للدين وتناسوا حقيقة ان العلم لا يمكنه أن يخبرنا بالحقيقة دائما لاسيما لو كان يبحث في قضية غير مرئية بالنسبة لنا مثل سبب وجودنا وسره فالعلم البشري أساسا مجال بحثه هو الشيء المادي المحسوس الذي يقبل التجربة والملاحظة
وأما عن القسم الثاني
تتفرع النصوص الدينية التي يري البعض أنها تخالف العلم الحديث البشري القاصر إلي فرعين
الأول : هو ما ذكر في القرأن والسنة من معلومات علمية عن الكون والحياة وما يمكن أن يصنف أنه كلام علمي يمكن للبشر الإحاطه به مثل الأيات القرأنيه و التي تحدث فيها الله سبحانه وتعالي عن خلق الكون و عن تكوين جسم الإنسان ومثل الأحاديث النبوية عن التداوي ببعض الأعشاب والمواد الغذائية والتي أثبت العلم الحديث صحتها الأن فأصبح بالتالي هناك وجود لما يسمي بالإعجاز العلمي في الإسلام
الثاني : هو النصوص الدينية التي تتحدث عن معجزات خارقة
أعتقد أن هذا العنوان خاطيء فبعض الكفار يروا أن معجزات الأنبياء تناقض العلم الحديث المشكلة أن هذه معجزات هدفها الأصلي هو أن تكون معجزة لك و ألا تملك لها تفسير علمي فهي تدلك علي وجود قوة أخري خارقة لا يمكنك تفسيرها ويمكنك أن تستوعب كيفية حدوثها فكون معجزات الأنبياء لم يستطع العلم الحديث تفسيرها يعتبر في حد ذاته أكبر دليل علي صحتها فهي لم يستطيع البشر الذين عاصروها تفسيرها وكذلك إيضا البشر الذين لحقوهم وهذا في حد ذاته دليل علي إعجازها إذ لو وجد لها تفسير منطقي علمي الأن وأصبح في مقدور البشر فهمها مع إمكانية عمل مثلها لوصلوا بذلك لمرتبة خالق المعجزات وهذا من المستحيلات عقلا علي الأقل بالنسبة للمؤمنين وبالنسبة للملحدين عندما يفرضوا وجود إله فلا يمكن أن نقول أن المعجزات تخالف العلم فلا نقول مثلا كيف يمكن أن نثبت بطريقة علمية أن موسي قد شق البحر بعصاه لأننا بذلك نحاول المستحيل نحاول أن نفهم قوة وقدرة فوق قدرتنا وقوتنا فهذه المعجزة إنما وجدت كي تعجزك ولا يمكنك فهمها أو فهم مسببها الحقيقي فتقول إذن من أحدثها هو خالق عظيم أعظم مني ولكن لا يمكن أن تقول لأن هذه المعجزة لا يفسرها علمي الأن فهي لم تحدث هل كل ما لا يمكننا فهمه نقول أنه لم يحدث؟؟ العقل لا يرفض إمكانية حدوث هذه المعجزات من قبل خالق للكون الغير مسلم لا يؤمن بهذه المعجزات نتيجة لعدم إيمانه بالإسلام أساسا أما إذا كانت هذه المعجزات هي السبب وراء عدم إيمانه لما صح له ذلك لأن الإسلام عرض المعجزات علي أنها أشياء لا يمكن للعقل تفسيرها أساسا وحتي تثبت خطأ الإسلام ومناقضته للعلم يجب أن تتعامل مع ما تحدث عنه الإسلام علي أنه حقيقة وهذا هو ما وجد في القسم الثاني الفرع الأول وبالنسبة لهذه النقطة بصفة عامة أقول هناك موضوع تحت عنوان
في مدونة
seven swords
توجد به الإجابة عن هذه الجزئية تحديدا